الإعلام الديني في لبنان: الواقع والإطار التنظيمي.
2017-05-01
قضايا مجتمع ومناسبات, مقابلات وتحقيقات
489 زيارة
كتبت الإعلامية غنى ضاهر:

لطالما عرف لبنان بأنه بلد التميز والانفتاح والتعددية الدينية، وهذا ما أوجد نوع مميز من السلطة الرابعة عُرف ” بالإعلام الديني”.
وفي هذا الاطار نظمت مؤسسة “مهارات” بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي وبتمويل من المملكة المتحدة، لقاء حول “الاعلام الديني في لبنان: الواقع والاطار التنظيمي”، في فندق “البريستول”، جمع عددا من القيمين على مؤسسات الإعلامية الدينية المحلية والفضائية، إضافة الى شخصيات ثقافية ودينية وأكاديمية تؤدي دورا في تعزيز الحوار الديني كمنطلق لتعزيز السلم الأهلي في لبنان.
وأفاد بيان لمؤسسة “مهارات” أن “اللقاء عرض خلاصة أولية لدراسة سعت في المرحلة الحالية الى الإحاطة بالوسائل الدينية المحلية، من خلال عملية مسح من أجل تحديد هذه الوسائل، والتعرف الى واقعها القانوني، والقيمين عليها، واهدافها. على ان يستتبع ذلك في مرحلة لاحقة دراسة مضامين هذه الوسائل، من أجل معرفة مدى مطابقة مضامينها لمتطلبات السلم الأهلي”.
بداية، قالت المديرة التنفيذية في مؤسسة “مهارات” رلى مخايل: “عملنا في السابق على دراسات حول مضمون الخطاب الديني في الاعلام العام، وبالتالي بات هناك أهمية للتوسع ورصد الإعلام الديني في لبنان ودوره في تعزيز السلم الاهلي. هذه الدراسة التي قامت بها مهارت تتضمن مسحا للاعلام الديني في لبنان، وهناك دراسة اخرى سيتم اعدادها في الشهرين المقبلين عن مضامين الاعلام الديني”.
ولفتت ممثلة سفارة المملكة المتحدة في لبنان ريبكا دايست إلى أن “دعم دراسة حول الاعلام الديني يأتي في إطار مشروع دعم المجتمعات المضيفة الذي تقوم به السفارة البريطانية، مؤكدة “أهمية دور القادة الروحيين كشركاء لدعم مسار دعم السلم الاهلي والمساواة في حقوق الانسان، اذ ان السفارة البريطانية تعمل مع القادة الروحيين والمؤسسات الدينية للعمل مع الشباب لرفض اي خطاب طائفي يحرض على العنف”.
وفي تلخيص لمضمون دراسة الاعلام الديني، أشار عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة الى ان “الدراسة حاولت رصد المؤسسات الاعلامية الدينية، عددها ودورها وواقعها، كما بينت الدراسة انتشار الاعلام الديني في العالم العربي، اذ ان الاعلام الديني يحتل المرتبة الرابعة بين المحطات المتخصصة”. وأكد ان “هذه الدراسة لم تشمل الاعلام الديني الذي يبث من الخارج الى لبنان، بالرغم من ان هناك خوفا من بعض الخطاب الديني الخارجي الذي يحرض فيما دور الاعلام الديني يجب ان يكون ساحة حوار وتسامح بين الطوائف”.
من جهته، أكد المفتي أحمد طالب ان هناك تبعية اعلامية للجهات السياسية، وبالتالي ليس هناك حرص على حقوق المواطن، والاعلام الديني يحرض من خلال خطابه بقصد او بغير قصد، كما انه يحاول اقناع المواطن بآرائه بغض النظر عن حس المواطنة”. وسأل: “هل هدفنا من الاعلام الديني تعزيز الفكر الديني او الهدف تربية اللبناني على حس المواطنة؟”.
وفي ختام اللقاء قدم صدقة خلاصة للنقاش ركزت على “اهمية وضع اطار تنظيمي لهذه المؤسسات الاعلامية الدينية لضمان عدم التفلت”، مطالبة “الاعلام الديني اللبناني بأن يقوم بنقد ذاتي ويتصدى للتحريض الاعلامي الديني الذي يأتي من الخارج”.