داعيا الشباب إلى محاربة التلوث الثقافي والاجتماعي بنقاء الموهبة والإخلاص
الشاعر نبيل مملوك: الواقع الشعري يملأة رجالات من المثقفين الفاسدين والمحتكرين للمنابر
حاوره حسين حجازي
في الوقت الذي تزدحم فيه المواهب الشابة على المنابر، نرى موهبة صاعدة جريئة تبرز في الساحة الجامعية في منطقة صور والجوار …
شاب يافع يشق طريقه الأدبي والشعري مع دراسة أكاديمية في عالم الصحافة والإعلام…
في بداية الطريق يمشي نبيل مملوك رويداً رويداً في مسيرته الشعرية كما يقول محاطاً بأشباح الشعر وهواجسه…
حول بداية طريقه ومسيرته كان لمجلتنا “إشكاليات فكرية” هذ الحوار معه..
س: لم أنت من المتأثرين بشعر شوقي بزيع؟ولماذا؟
ج:الشاعر شوقي بزيع …شاعر مميز وعريق خرج عن الرتابة في الحداثة، متخذا زاوية خاصة به …وفي شعره رؤيتان: رؤية شوقي الانسان للأمور ورؤية الطبيعة بكل مكوناتها… وهذا ما يجعل من شعره صعبا نوعا ما وجميلا بكل معنى الكلمة…
والتأثر لا يعني أبدا التقليد
س:ما رأيك في القصيدة الإباحية ؟
ج : القصيدة الإباحية جمالها في روحانية الجرأة وليس في وصف الأمور المحسوسة،
فحين يقول نزار في إحدى قصائده في مجموعة “طفولة نهد”:
وبين نهديك يؤمن الالحاد، يخرج الامر عن القراءة السطحية ليصل إلى الأفق اللامتناهي…
س:هل تعيش حرية الشعراء؟
ج:طبعا …فأنا غير محكوم من الشعر، كتبت الموزون (العامودي والتفعيلة) والنثر الشعر المحكي، وان لم يكن موزونا …أعيش حرية الشعراء لأني أرفض رفضا قاطعا أن يتحكم شاعر مهما كبر شأنه وزادت خبرته في صوري وقصيدتي …
س:اين القضية في شعرك؟
ج: القضية في شعري هي قضية المرأة التي تتخذ منحى فلسفيا يحتل، فقد سبقني نزار قباني حين كسر حاجز الخوف عند المرأة في ديوان “يوميات امرأة لامبالية ” لكني الآن اعمل على اكتشاف المرأة بشكل مطلق، كي أصل الى حكمتها وانشرها على أرض الواقع…
س:لكن هناك عدة قضايا كالوجود والحرية تفوق قضية المرأة بأشواط؟
ج: كي ابقى بعيدا عن التطرف، ولكي لا أتذرع بعبارة “وراء كل رجل عظيم امرأة ” المرأة هي موجودة في كل قضية نتبناها… فالمقاومة تتطلب تضحية كبيرة من الأم
والزوجة والأخت…
إعطاء الله الطهارة والقدسية لنساء الأنبياء وللسيدة مريم العذراء (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع) خير دليل على أن المرأة تشكل رئة من رئات المجتمع، والقضية مهما كان نوعها هي النفس الذي يخرج منها.
س:هل للطبيعة مكانة مهمة في شعرك ؟
ج:طبعا الطبيعة هي الأساس …وهي مفهوم واسع، فلكل شيء طبيعة. حين نتحدث عن الوطن نحتاج الى طبيعة قومية، وحين نريد أن نغازل ونتغى بالمرأة ننادي الزهور والنباتات والحقول كي تعزف لحننا …وحين نريد وصف المدينة نحتاج الى طبيعة ميكانكية ….وفي قصائدي بصمة مهمة للطبيعة…
س:ما طموحك؟ الى اين تريد الوصول ؟
ج:على الصعيد العملي …طموحي أن أصبح صحفيا مشهورا وأكاديميا يدرس في عدة جامعات.. وعلى الصعيد الشعري إيصال كلمتي لأكبر عدد ممكن من القراء والقارئات.
س: ما هو دور وسائل الإعلام في حياة الشاعر ؟ وكيف تؤدي هذه الوسائل دورا في حياتك؟
ج: وسائل الاعلام وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي لها دور اساسي في نقل كلمة الشاعر (اذا تحدثنا عن الجانب الايجابي لها ) فكلنا نعلم ان الواقع الشعري يملأة رجالات من المثقفين الفاسدين والمحتكرين للمنابر والمنتديات …ولهذا لا نجد دورا وظهورا لشعراء شباب …على الساحة …فتبقى الجرائد والمجلات، وبدوري أوجه تحية لكل من الدكتور انور موسى رئيس تحرير مجلة اشكاليات فكرية وللاستاذ جورج طرابلسي مدير الصفحة الثقافية في جريدة الأنوار (الذي فتح لي الباب كي أدخل عالم الصحف في 15/3/2016) والأستاذ طلال مرتضى مدير الصفحة الثقافية في مجلة السفير باريس… فهؤلاء يشجعون بقوة الأقلام الشابة بلا أنانية أو نرجسية…
ما هي عناصر التأثير في كتاباتك ؟
لا ريب أن لكل شاعر عناصر تؤثر به وتنعكس في نصه …بالنسبة إلي المرأة هي العنصر الأساسي المؤثر في قصيدتي لأني على صعيد الحياة الشخصية، مهتم بالدرجة الأولى بها …تليها الموسيقى وتحديدا الكلاسكية والحديثة التي تميل الى الهدوء والحزن معا، لأن القصيدة عندي بإيقاع معنوي وليس ماديا ….ومن ثم الحنين والذكرى …الحنين لكل يوم كنت فيه على خطأ او على قارب من السعادة واترجمه بتذكر على شكل قصيدة وأخيرا الطبيعة .
س: متى بدأت الكتابة والتأليف؟
ج: بدأت الكتابة في ديسمبر عام 2012 حين تعرفت على أستاذي وصديقي العزيز د.علي نسر الذي شجعني على الاستمرار وما زال…وقتها كنت في صف الثانوي الاول.
س: بمن تأثرت من الشعراء ؟
ج: تأثرت حتى الان بشاعرين الاول نزار قباني الذي علمني من خلال كتاباته عامة وديوان هل تسمعين صهيل احزاني خاصة مبادىء واصول التعاطي بشكل رومنسي صحيح مع المرأة .. والثاني شوقي بزيع الذي علمني من خلال 4 دواوين قرأتها له حتى الآن كيفية ترجمة الرؤية دون الخوف من ردة فعل الجمهور ..
س:ختاما بماذا تتوجه لمجلة إشكاليات فكرية ؟ وماذا تقول لأترابك وزملائك شباناً وشابات؟
ج:أتوجه بالشكر الجزيل لفريق العمل في مجلة اشكاليات فكرية على رأسهم الشاعر الدكتور أنور موسى والصديق الأستاذ محمود وهبة، وأقول لكل زميل من شاعر او كاتب او رسام أو تلميذ لا تنتظر من يرسم حلمك، ارسمه وحارب التلوث الثقافي والاجتماعي بنقاء موهبتك وإخلاصك في العمل…
س: ما قصيدتك في المرأة اليوم؟
ج.
حاولت ان أهواك يا حبيبتي
لكن حبي لم يعد خريطتي
وقفت عند دمعها في لحظةٍ
فماتت الحياة في قصيدتي
أكملتُ درب الحبّ شاعرًا بها
لكي أنال من جنى عشيقتي
س: ماذا تهدي قراء مجلتنا؟
ج. اهديهم النص الآتي:
تعمل المجتمعات بكل أنظمتها وعاداتها وتقاليدها على كسر الرتابة والتقليد في ادارة الأمور عبر الاعتماد على قطب أو منظومة جديدة …فمنها ما غيّر عبر الثورة واطاح بهيكلية الحكم، ومنها ما عمل على إضافة عدة اصلاحات سياسية واجتماعية بواسطة التظاهرات والتحركات ..وكي لا ننسى فهناك تغيير جذري شبه موحد يطال محركات الحياة الا وهو انقلاب المرأة بنصفها الامومي والزوجي والعملي والعلمي على النصف الاخر لتنافسه في سوق العمل والعلم والقوة في الحب (إن صح التعبير ) ولو شهدنا الأمر في المجتمعات الغربية على …لكن الصدمة الكبرى التي تطال العقول وخصوصا عقول المتعصبين للجنس اللطيف الا وهي تفوق المرأة على الرجل في عدم الاخلاص بحسب احصاءات ربما، وأتمنى الا تكون صحيحة أبدا علنا نبتعد قدر الامكان عن عجلة الهزيمة والانحطاط العالمي…وهذا لا يعني اني مع تفوق الرجل في هذا الامر …لان المقياس الاخلاقي يبقى سلبيا …فما هي تداعيات تفوق المرأة في هذي الشحنة الاخلاقية السلبية (لو سلمنا جدلا بصحة الاحصاءات )؟ وهل متوقع ان ينهزم الرجل يصاب بعجز عملي وفكري يضعف ادارته للامور؟
سلة من الاسئلة تطال انتباهنا وتفكيرنا وربما الاجابات ستتشتت…احصاءات كهذا الاحصاء الصادم والمخيف بعض الشيء …ربما له عدة خلفيات منها :ان سلمنا صحة الارقام وصدقنا المعادلات …فيضحي المجتمع عبارة عن مراة تعكس انسلاخ الرحمة والانسانية عند جميع البشر دون تمييز ويحل مفهوم فرويد للانسان (بانه كائن اناني وشرير بالفطرة) ضيفا ثقيلا علينا …فالامومة تنسف من قواميس العمل والشراكة تضحي مفهوما اقتصاديا يبغي انجاز المعاملات والحفاظ على الرأسمالية (اي اللاعواطف وحب الفوز)
والعدوانية تحل…باختصار ستهجم حربا باردة بين الجنسين تطيح بروابط وسنن الحياة السامية ….
من جهة ثانية لو افترضنا وسعينا الى اثبات عدم صحة الاحصاءات التي تقول باحتلال الرجل مركز 53 في عدم الاخلاص مقابل المركز 32 للمرأة …احصاء ليس المهم فيه مصادقية مراكز الابحاث ومراكز الدرسات …وليس المهم فيه الكم الهائل من المعارضين (واعتبر الاول منهم بحكم تعصبي لهذا الجنس اللطيف السامي)
بل ان نرسم ولو افتراضا المجتمع بحلة انانية خطيرة….
فيضحي الرجل المخلص وليمة تأكله الخسارات والمرأة المخلصة كناية عن عكاز لا يستطيع ان يسند نفسه….
ما يطمئن ان الاحصاء ما زال مفترضا وكغيره معرض للثغرات والاخطاء وللنفي مني ومنكم جميعا….
لكن ان دخل نفق الجدية وتكاثرت الاحصاءات المؤيدة لهذي الشحنة السلبية المكروهة
هل ستنشب حرب عالمية رابعة بمباركة اللاانسانية ؟؟(نبيل مملوك- حرب عالمية رابعة بمباركة لاانسانية)