بقلم لارا خاتون
جنون الجاذبية …
وبيننا تلك المسافة التي كنت ألعنها طيلة الوقت …
لكن ذلك الخجل الذي سكن ضلوعي أبى أن يتقدم خطوة واحدة … و جاذبية الأرض لم تجذب سوى رأسي نزولا … و طارت بالباقي إلى المجهول ..
كانت عيناي تتصاعدان شيئا فشيئا لتسرقا لون شعرك الأشقر ، فتأخذا نفسا عميقا فيه آلاف التنهيدات المتوترة …
ألتصق بالحائط و أستمع عزف قلبي السريع ، و أضيع في ضجيج أفكاري بحثا عنك بين الكلمات … من أنت؟ .. وضعت يدي على قلبي ، أغمضت عيوني ، اجتاحني القلق الذي أعشقه .
أنت هناك ، بعد أمتار ، لم ترحل عيناك عن عيني ، هجرت وطنك و جئت لقريتي النائمة عندك ، وقفت أمامي ، حملت يدي و قرأت على جبيني أفكاري ، فزدتها قبلة كنقطة على السطر و أعلنت النهاية ، و بداية الإعتراف … كدت لا أستطيع الوقوف على قدمي ، لكن الثورة في داخلي أعلنت انتصار العشق و فاضت بروحها إلى زواياك ، حضنتك و رمت دمعة فرح .. رقصنا عند رنة جرس الجامعة ، و العيون من حولنا كانت ككاميرات تصوير فيلم عالمي اقترب عرضه في السينما.. أرجعتني للوراء و قمت بشدي كحبل بئر مهجور ، و أوقعت بي عند شط بحرك ، بين يديك … و هنا فتحت عيني ، وجدتني ملتصقة بالحائط ، و رأسي ثابت باتجاهك ، و رأيتك بعيدا … و أدركت أن تلك الجاذبية لم تكتف بشد رأسي ، بل و أفكاري إلى المجهول … فهل أنا مجنونة ؟ هل ما حدث حقيقي لدرجة أنه لم يعد للجاذبية وجود ؟؟؟ أم أن الحق كله على الجاذبية و عقلي سليم ؟…
نعم قريتي فكاهية جدا ، ما لبثت أن صرخت بتلك الضحكة الجنونية ..
ألعن الوقت و المسافة ..
أشكر الجاذبية ..
أضحك ، و أضحك ، و أضحك … و بعدها أبكي …
#لارا_خاتون