الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / تواطؤ المثقف والسلطة يؤدي إلى الفقر والدمار!

تواطؤ المثقف والسلطة يؤدي إلى الفقر والدمار!

تحقيق د. أنور الموسى

تواطؤ المثقف والسلطة يؤدي إلى الفقر والدمار
ما دور المثقف والسلطة في مواجهة الفقر؟

…يزحف المثقف إلى السلطة من أجل وظيفة أو مصلحة أحيانا، فيصبح مرتهنا للسلطة أو المسؤول… والسؤال هنا: هل سيساهم هذا الصنف من «المثقفين» في محاربة الفقر؟!

تحت شعار: معا نصنع تحقيقا… وضعت مجلة إشكاليات فكرية الإشكالية السابقة على بساط البحث.. وكان الموضوع المطروح تحت عنوان: دور المثقف والسلطة في محاربة الفقر!
ومن الأسئلة المطروحة:
1-من المسؤول عن الفقر في دولنا اليائسة البائسة؟
2-ما دور المثقف والسلطة في محاربة الفقر؟
3-هل هناك دور إيجابي لهما… أو تواطؤ؟
وذكرت المجلة.. من يود المشاركة  بالتعليق، تمهيدا لنشر التحقيق لاحقا في مجلة إشكاليات ثقافية ووسائل صديقة…
اجماع على التواطؤ
تجمع الآراء على تواطؤ المثقف والسلطة، فبدلا من أن يراقب الأول الطرف الثاني كما يقول محمد سامي، يلهث وراءه لمصلحة ما.. وتوافقه الرأي سهام علاء، فتقول: ينبغي أن بكتب المثقف بالدم لا أن يبيع شعبه والفقراء… فيما يرى طوني جورج أن هناك قلة من المثقفين ترفض الذل والزحف لتقبيل السياسي القذر… ويسأل علي سعد: من سيحمي الشعب من أنياب السلطة؟

*آراء ومواقف

*رولا يزبك

إن الفقر لهو داء خبيث لا يعرف للرحمة سبيلا، إنه مضاد للانسانية، مضاد للحياة، يصيب الشعوب من دون ان يراعي قدسيتها، يسخر من أحلام الضعفاء، يستلذ حين ينصت الى صوت حشرجة الجوع في اصواتهم، يستلذ اكثر حين يراهم مشردين، خائفين ، تائهين في دوامة الذل و القهر.
ولذلك لا بد من توجيه اصابع الاتهام للمذنب الحقيقي ، فحين نتحدث عن الفقر ، لا يمكننا تجاهل فساد السلطات، لا يمكننا تهميش دورها الاساسي في مكافحة الحاجة والفقر و البؤس، هذا الدور الذي لا نراه الا من خلال شاشات التلفزة ، من قبل أصحاب النفوذ و السلطة ، أولئك البارعون في ابتكار الاكاذيب المدروسة ، بصوت مرتفع جهور ، على المنابر و في خطاباتهم المزخرفة، يعدون الشعب بمستقبل افضل…
ولكن أين تذهب ايرادات هذه المشاريع الانمائية التي يتحدثون عنها؟ كيف يمكن لبشاعة ضمائرهم ان تستهين لهذا الحد بانسانية الشعوب؟
هذا الواقع المأسوي يحتم علينا أن نكون واقعيين اكثر ، فلا يمكننا ايضا تجاهل دور المواطن في تعزيز فرص نمو الفقر وتفاقم حدته ، هذا المواطن المتقاعس الذي يشعر بتهديد إنسانيته ، ويلتزم الصمت ، يتقبل الاحتكار ، يتعايش مع فكرة الاستبداد ، فيصبح مازوشيا بحق نفسه بالدرجة الاولى ، و ساديا بحق الطفولة المشردة في زوايا الطرقات . .
كما لا يمكننا ابدا استنكار تواطؤ زعمائنا مع دول الخارج ، فتلك الاتفاقيات السرية، وتلك التبعية الهزيلة العمياء ، كلها تتم على حساب لقمة قد تسد جوع فقير ، تصحرت معدته، وجفت حنجرته…
فما بين نهب الدولة لكرامة الشعوب ، وبين انعدام بصيرة الامة، وبين مسلسل قذر من التواطؤ و التطبيع ، تزداد الهوة يوما بعد يوم، يزداد الفقير فقرا، ويزداد الجائر ظلما… !

* سمر خلف

تقول سمر:

يا سيدي الفقر والثقافة عدوان لدودان .الكلمة لا تسد رمق جائع ولا تفي قسط مدرسة او تمنع الموت على اعتاب المشافي. محاربة الفقر يأتي عبر خطة اقتصادية واجتماعية وسياسية تقوم بها الدول التي يرأسها ويديرها الكفاءات وتعمل على نهج الشخص المناسب في المكان المناسب، وليس على نهج المحسوبيات والوساطة .(ماليزيا وصلت عبر خطة حكومية متطورة وبسيطة الى ان يبلغ حد الفقر 5% من مجمل سكانها 28مليون) في تقرير لافت جرى مؤخرا ان 30 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر، وان هناك 5 دول عربية الاكثر فسادا عالميا اذا ما ربطنا هذه النتائج نخلص الى ان فساد الحكومات والحروب التى تدار في غرف اقتصادية عالميا (النفط، الذهب، الكاكو) قبل ان تنطلق الى التطبيق عسكريا هي الدافع الاساسي الممنهج على المدى الطويل لزيادة معدل الفقر .لبنان حالة استثنائية سلبية خاصة اذا ما اضفنا الى ما سبق اننا في ظل جمهورية تقوم على الاقطاع الطائفي والتوريث السياسي ولا تمت الى الانظمة الدستورية بصلة (على سبيل المثال لا الحصر استضافة ما يعادل سكان لبنان من اللاجئين فلسطيني سوري عراقي ليس من باب الانسانية بل لوجود مساعدات يمكن الانقضاض عليها من قبل الادارة الفاسدة بينما بلد كسويسرا او لندن او المانيا تدرس الامكانات المتاحة للدولة وعلى اساسها تقرر العدد الممكن دخول البلاد) عذرا على الاطالة فالموضوع اكبر من تعليق..

*فاطمة قبيسي

تقول فاطمة:

الاستعمار أدى الى فقر الدول المستعمرة، ولا سيما هيمنة المستعمر على كل نفوذ هذه الدول، المادية و العسكرية.
حرق المكتبات ودور النشر والادب وسرقة الكتب… هذا أدى الى إفقار الدول و خاصة أن العلم يورث المال…
كما أن سياسة الدكتاتورية التي ما زالت إلى يومنا هذا أثرت في تكوين الرأسمالية، ما ساهم بظهور طبقات اجتماعية…
فالحروب ووضعت دول العالم الثالث على عجلة النظام الدولي (بسبب الاستعمار) ما أدى الى تأثر عملات الدول العالم الثالث وتدنيها، بالمقابل أدى هذا الى تراجع النمو الاقتصادي لهذه الدول.
لا نستطيع إنكار دور المصارف و البنوك في توريط المواطن (يصورن له ان القروض والتسليف حل جيد لحل الازمة الاقتصادية)، كما أن سياسية الامريكية الاسرائيلية السبب الاساسي الذي ادى الى إفقار دولنا، عن طريق الحروب او تفعيل الثورات والحروب الأهلية او من خلال موافقة بعض الدول على التطبيع الذي بدوره اسهم بنشر الفقر في مصر.
عدم وجود تنمية اقتصادية وكفاءات بشرية وغياب تنظيم البحث عن مواد اولية، وغياب الصناعات وقفز دولنا من الزراعة الى التجارة… كله ادى الى انهيار كبير وخلل في النظام الاقتصادي وهذا ما رشحته العولمة من خلال تدمير البنية الاقتصادية.
الفقر في بلادنا لا يمكن محاربته، لاننا لدينا آلاف الجبهات لمحاربتها ولا يمكننا الاصلاح في كل المجالات وكل مجال يخضع لمبدأ التأثير و التأثر (المجتمع، السياسة،الخارج، الاقتصاد، الثقافة العلم…).

*هناء يمن

تقول هناء:

د. أنور الموضوع يطرح في الوقت المناسب، فكل إنسان يفهم هذه العلاقة والقوانين التي تحكمها لا بد أنه رقيب أساسي، ومن واجبه تسليط الضوء على ما يشوب هذه العلاقة من عيوب(استغلال السلطة والاستئثار بها او ما يسمى بمعنى آخر الفساد) فكل من يعلم أن السلطة تقاعست أو أخطأت أو استغلت الموارد المختلفة… وصمت فهو متقاعس عن اداء واجبه تجاه كل فقير، واليوم في الوقت الذي نعاني عجزا بالموازنة وعدم تناسب رواتب موظفين من الطبقة الوسطى مع غلاء المعيشة الحاصل، قام السياسيون برفع مخصصاتهم بعد ترك مناصبهم، والكارثة الأكبر لم يحرك أحد ساكنا من المثقفين الذين تتوافر لهم وسائل لنشر صوتهم، عدا عن السياسة الضريبية غير التصاعدية وغير العادلة، إذ انهم يلوحون بضرائب تطال الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وهذا مؤشر آخر للفساد يبشر بزيادة فقر الفقير. فالمثقفون هم رسل عليهم ان يحملوا هموم المجتمع وقضايا الفقر التي تعتبر من أكثر القضايا الساخنة التي تتحمل السلطة مسؤولية وجوده وانتشاره، فرفع الصوت من قبل كل مثقف يعتبر واجبا للحد من تسلط السلطة… والأدب كما الاعلام يمكن ان يعد وسيلة لرفع صوت الثقفين بوجه السلطة عندما تحاول استغلال المواطن واعتماد سياسة تنحو به إلى هاوية الفقر والعوز . فالعدو ليس في الخارج دائما، فرفع الصوت بوجه السلطة هو نوع من المقاومة أيضا.

فدور المثقف هو دور رقابي وواجب يحتم عليه رفع الصوت والمواجهه عند كل إجراء يعتبر ظلما للفقير…

*علي عبد الرحمن

يقول علي:

إن الله لا يبارك بمال لم ينفق منه في إطعام الفقراء، المال كله لله ونحن بحاجة الى الله جميعا..

*مريم علي الدين

الحياة هي اختبار لنا في الفقر و الغنى..
فالله يبلي الإنسان بالفقر ليرى صبره ويختبر الغني..
والعلم والثقافة أقوى سلاح لمحاربة الفقر، لا ليباد بل لتخفيف نسبته المئوية..
لكن للأسف المثقفون أضحوا المتعلمين الذين يطمسون مادتهم العلمية أو قدرتهم الجمالية على التغيير، فيوظفونها في ترويج مقولات السلطة في الحالات التي تكون ضد أحلام الفقراء…
والسلطة تهوى الدنيا ونفسها، حيث انها جاءت للدفاع عن المجتمع، لكن( اسمها على مسمى ) حيث إنها سلطة وتتسلط بضعفها وأموالها على الفقراء…
والمسؤول الأكبر المواطن نفسه، فلا يقف الأخ جنب أخيه… بيد أن كل النعم من عند الله وهو الغني الكريم، لكن كما قلت إن هذا اختبار …
والسلطات والمثقفون ينهضون ويرتفعون على حساب الكائنات الضعيفة، والدور الأساسي لهم حماية الفقراء والمساكين بتقديم المساعدات المادية والمعنوية (المال و الكلمة)…
قال تعالى: (وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنُطعِمُ من لو يشاء الله أطعمه إنْ أنتم إلا في ضلال مبين) يس 47.
هذا ما فعله السفهاء ونسوا أن كل النعم تعود إلى من رزقهم إياها، وهي له…
الدعاء والصدقة وبناء منزل للفقراء بدل القصور المبنية غير المسكونة تفيد… وكذلك الكلمة الساهرة لراحة مجتمع الفقراء…

*د. حسن منانا

يقول د. حسن:

لطالما عانينا، وما زلنا نعاني من وقوف المثقفين على باب الخليفة، مستجدين منصبا أو وظيفة، غير آبهين بمصالح الشعب من الطبقات المسحوقه ومطالب الفقراء بحدها الأدنى!
إنهم كلاب حراسه لسلطة لا ترى فيهم إلا اذنابا لا تحسب لهم حسابا…!

*الكاتبة مهى هسي

تقول:

تبرز طبقة محددة من النخب المثقفة في كل المجتمعات حول العالم والتي تختلف طبيعة العلاقة بينها وبين عامة الناس وايضاً مع السلطة بحسب ايديولجيات الافراد. هناك نخبة من المثقفين الذين يحملون هموم الناس ويكون هدفهم إظهار القضايا المختلفة (الحرمان والفقر والتهميش… الخ) وايضاً هناك نخبة من المثقفين يركزون على توطيد علاقاتهم (البرجماتية) مع السلطة من أجل الحفاظ على مركزهم ويضعون نصب اعينهم على منصب معين. برأيي ان الفئتين لا تقدمان اي شيء للناس ، فالفئة الاولى تحاول ايصال الصوت من خلال بعض الكتابات والفئة الاخرى لا تعترف بطبقة الشعب من الاساس ولذا عندما يصلون الى اهدافهم يمثلون السلطة وهكذا دواليك… المثقف الوحيد الذي يمكن ان يخدم العامة من الناس هو الوطني الثائر لانه يؤمن بالحرية وضرورة التغيير والاصلاح والتضحية بالذات وبكل ما يملك من اجل الحرص على حقوق الناس، وحتى لو كلفه ذلك فقدان حياته او اي تعذيب قد يطاله… لا يمكن حصر (المثقف) بتعريف واحد او فئة واحدة…