بقلم رهام غندور
أُميّ
حُبكِ تخطى الزمانَ و المكانَ
بات هناك بأبجديةِ العشقِ و الحنان
يعلو فوق الوصف و الامكانِ ..
بوصلة حياتي أنتِ تسِيرُ بي الى برِّ الامان …
اُميّ ، كلمةٌ تترأسُ كلماتِي و افراحي وآهاتي..
إن سألوك عن الوجودِ .. فقل أُميّ
عن السجودِ .. فقل : علّمتني أُمي
و أضفٍْ قائلاً عن السعادة انها صوتُ أُميّ .. وصلواتُها ..
حتى وإن سُألت: ما الحُزن؟ .. ما الشقاءَ ؟
قُل : هو دمعةُ غاليتي ..
لأجلها يدوم البقاء ..
الدفء هي و العطاء..
الغنيُّ من يملكَ أمّا تُضحِى بعمرها من أجله.
والفقيرُ من لا يملك أمّا ترسم له خطوات حياته مقابل حياتها ..
هو من لم يعرفَ الحبَ السامي
من لم يشعرُ بالتضحياتِ …
حروفُ دُعاء تُرددُها الأمهات بعد كُل صلاة..
يتقبّلُها الله و يعزّ شأنَ الراكعاتِ ..
فيتذّوقُ الأبناء حلاوة وجودِ الأمُهات ..
المتمثلاتِ بسيّدة ِالنساءِ ..فاطمة الزهراءِ
قُدوة الاُمهات
أُم المؤمنينْ و المؤمنات ِ ..العالمات ِ الصالحاتِ .
إنها أبهى الكائناتِ .. لولاها لما كانت حياة ..
كُنت طفلاً صغيراً .. فكانت تنتحلُ الطفولةَ لتُداعِبُني ..
كبرتُ وما زالت تراني بعضا منها ..
فيا ليتني احملُ بعض المتاعبْ عنها..
أُمي … جعلَ الله الجنة تحت َقدميكِ ! فكم أنتِ عظيمةٌ ! كم أنتِ حليمةٌ !
دُنياي أنتِ يا اماه .. و سرُّ محياي..
شمعةّ تذوبُ و تذوبُ .. لتُشعل جمراتِ العطفِ و الامانِ .
ضحكة العيدْ يا أماه أنتِ .. فاضحكي
و انثري شذى البسماتِ ..
فهناك مع الرحيقِ مُزجت طهارةِ الاُمهاتِ ..
و مع كل فجرٍ ، تكلّمي وأضيفي الكلام ..فكلماتُك مُوسِيقاي ..
و مع كلِّ عيد أنتِ بركته ..
تتزّينُ الطرقات وتُمحى كل الحكاياتِ
لتبقى الأُمّ أجمل حكايةً حتى الممات
..
و ليبقى زادي بعد حياتي ..رضى من حُبها سفينة ِ النجاةِ … أُميّ.
ندى الربيع و في الصيف شمس الامل
لم يعرف الحُب ّمعشوقاً سواكِ
.فكان الحُبّ المكتمل
وما سواه مُحتمل
للروح أنتِ دواء ٌ كالعسل
و غيابك كُل الملل..
فضلتك على كُل البشر و رفع الله مكانتك كالدُرّر
أنت ِفخري و اعترازي و متراسِي
رفيقةٌ تُحيي أنفاسي
و كأننا روح ٌ واحدة انشطرت من كثر الهوى
فوّلدت شوّقا اليها كالحنين لأرض نينوى
مرآتي و مجمل انعكاساتي يا أمُاه أنتِ
يتضاعف الجمال بين زواياك
انا ابنتك التى تشعر بخفاياك
و تشاركك ِ صلواتك
فافتحي ذراعيك حبيبتي
و اختصري لي جمال الحياة
خذيني بين أحضانك ..
لعلّني أصل شاطئ الهدوء وأشعر بنقاء قلبكِ..
أسمع دقات نبضاتك ..
تتسابق و تتصارع ..
لتحظى إحداهن بالفوز و تعلن مجيئ العيد مهللاً بقربك ..
فكل عام و أنت منارتي