تستثمره إسرائيل والعرب نيام… أدب الأطفال يعالج العلل!
2017-02-14
علم نفس وادب اطفال, مقالات
673 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
وصفة للقضاء على الطائفية والتعصب والفساد
أدب الأطفال تستثمره إسرائيل ويرميه العرب!
وصفة جديدة للقضاء على أمراض دولنا المزمنة! المستفيد الأول… شباب الغد ومستقبل العرب! وصفة جديدة للقضاء على “الطائفية” والفساد والتعصب والأحقاد والقتل المجاني والحروب العربية العبثية. وصفة قد تغدو “بلسما” لكل أمراض العرب المزمنة! قد لا يختلف عليها اثنان. نتائجها وفاق بعض التوقعات مضمونة. لكن، أتكون البداية من الرأس أم اللسان؟… من المهد أم اللحد؟
بالتأكيد… نقطة الانطلاق هي الطفولة؛ لأن الطفل أبو الراشد وجده… الكيان الإسرائيلي وعى مبكرا قيمة أدب الأطفال. خصص له ميزانية مهمة في البحث والمناهج. فهو يوجه الطفل نحو النزعة العنصرية، وكره الآخر العربي، واحتقاره والاشمئزاز منه؛ ولذا، لا غرابة في أن يكتب أطفال إسرائيل على القذائف الموجهة للعرب: “هدية من أطفال إسرائيل لأطفال لبنان أو غزة”؛ وبالتالي، أخفق أدب الأطفال عندهم في رسالته الإنسانية… هذا صحيح، لكنه نجح في خلق جيل يعرف عدوه قبل صديقه…وهنا نسأل: أين العرب ومناهجهم التربوية من هذا الدواء…؟
..أجل؛ نقدم فرضية مفادها أن العلاج لحل معضلات العرب، يكمن مع “أدب الأطفال… فن المستقبل”؛ إنه دواء متجه نحو الغد، والتطور… يمكن وصفه لآلام الطائفية والمحاصصة و”الاستسلام” في هذا البلد او ذاك. كلام قد يبدو مجازيا؛ بيد أنه موضوعي… ومكمن الواقعية فيه ينبع من كون هذا “الدواء (أدب الأطفال) بمنزلة “العصا السحرية” التي تفتح خيوط خيال الطفل، ومغارة كنوزه وإبداعه، وتجعله يحلق في أجواء غريبة، ويغامر في جزر نائية، ويطير في “فردوس” عجيب… ولعل ذلك ليس غريبا، ما دام أدب الأطفال كـ”الفيتامين” الذي يغذي عقل الطفولة ووجدانها ومشاعرها وأذواقها وخيالها وسماءها…تمهيدا لدخول مرحلة “الشاب” الفتي القادر على مواكبة الحداثة والعصرنة. إنه فن المستقبل إذًا، هو ذاك الذي ينمي عند الطفل قيما جمة، تدعوه إلى التحلي بالمثل والانفتاح، وتبعده من الانغلاق والعنصرية… وتحفزه على التطور والإبداع والنضج والتحرر من التبعية… والرضوخ…
فالطفل في هذا الفن، هو “المبتدأ والخبر” في آن معا!؛ لأن الكتابة تتوجه إليه، مشروطة بشروطه، ولغته، وخياله، ومراحل عمره، وإدراكه، وتطلعاته، وآماله…وتبعا لذلك، يغدو الطفل، بفضل هذا الفن، ليس “أبا للراشد” فحسب؛ بل أمه وجده وحاضره وماضيه ومستقبله… إذ أليست الطفولة هي البذرة الرئيسة لأمل البشرية…؟!
…ولذا، من الطبيعي أن تعطى كل هذه الأهمية لأدب الأطفال الذي-على ما يبدو- لم ينل في المجتمع العربي عموما، القيمة التي يستحقها.. سواء في الأسرة أو المدرسة أو الإعلام…
والغريب أن كليات الآداب والمؤسسات التربوية في بعض الدول العربية، تبعد هذه المادة من مناهجها… ولا ريب في أن لذلك آثارا سلبية في المنظومة التربوية كلها… المنهاج اللبناني والعربي عامة ليس استثناء، فهو إجمالا لا يلامس هذا العلاج… ولذا، لا غرابة في أن ينفر طلاب كثر مما يقدم لهم، وينبذون التلقين… فيشعر بعضهم بأن المناهج المحلية داء لا دواء… فلو وعت دولتنا قيمة هذا العلاج (الأدب)، لأفردت له جزءا كبيرا من ميزانيتها؛ لأنها بذلك تكون قد استثمرت في الإنسان… ولانتهى الجدل الذي لن ينتهي: أنؤيد الزواج المدني أم نرفضه؟ أنعد هذه الدولة أو تلك، عدوة أم صديقة؟ أنؤيد هذا القانون الانتخابي أم ذاك…؟ وغير ذلك من الفرقعات السياسية والإعلامية التي لا ينتهي الكلام عليها حتى بعد ألف عام.
…فإلى متى نهمل هذا العلاج في مدارسنا وجامعاتنا؟ ولِمَ هذه النظرة الدونية لمؤلفي أدب الأطفال؟… أم أن هناك قصورا متعمدا، يهدف إلى إبقاء داء التعصب والطائفية والفساد وفيتامين “و”… مستشريا في مجتمعاتنا! …لا تحكموا على فاعلية الدواء، قبل تجريبه… فمتى نبدأ؟!