السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / سياط العشق…!

سياط العشق…!

سياط..العشق….
يخيل للأغلبية و أعني على الأقل كل شخص يعجب بآخر، ان الحب هو أن نسهر مع الحبيب أو ان نظهر بمظهر العشاق والرومنسيين… لينظر إلينا الغوغاء على أننا شعبيون. و يخيل أيضا إلى هؤلاء السخفاء ان الحب هو البقاء على اتصال مادي بالحبيب… وأن يغنجه و ان يشعره ( في علاقة حب). فيقولون مؤكدين غبائهم، “اننا قررنا ان نكون في علاقة”. لكن الامور لا تجري على هذا الشكل الرخيص. انك لا تقرر الدخول في الحب بل انك تمتزج به لتصبح متجليا به جزءا لا يتجزء منه، فتتحدا معا وتتصرف تجاهه التصرف الطبيعي البسيط دون تكلف. فانت لا تدخل فيه بل تشعر به فقط كجزء منك.
عندما يتجلى الحب فيك وتصبح صادقا في حبك حينها يصبح الحبيب غذاء و رداء لك. و يكون مفهوم الزمان هو ما يمر من خلاله و يحسب على اساس نبضات قلبه… فان لم تعش رعشات الحب و الوجع الباطني و الشوق، فانت لم تحب حقا.
ربما كلامي هذا فيه شيء من المبالغة و قد تقولون في انفسكم ما همنا بكل هذا. لكن لأكون اكثر عملية و وضوحا في فصلي بين من يحب و من يذوق سياط العشق… سأعرج على ارواح تذوقت تلك السياط الى ان اعتادت على رجم نفسها في النهاية.
سياط العشق (تلسع) ظهور العشاق اولئك الذي يتقلبون في فراشهم ذات اليمين و ذات اليسار..يرتعشون اشتياقا و لهفة. يركنون في الزواية خائفين من طلوع فجر خال من الحبيب. يخافون من نهار فارغ و ليل بأس. من برودة جدرانهم و ظلمة غرفهم..يؤنسون انفسهم بالاهتزازات المتواترة مرتلين قصائد الفراق و انين المكتئبين..صارخين بأعلى اصواتهم ممزقين بذلك حناجرهم و جارحين بذلك جفونهم من فرط بكائهم. ان سياط العشق تفتك بهم و تؤلمهم لكنها تشعرهم بأنهم احياء..وان لمازوشيتهم رابط قوي مع الحبيب وعلاقة شرطية لن تنحل بسهولة كما انهم لن يخلدوا الى النوم بسلام.
سياط العشق( تسلع) اولئك الذين اصبحوا يمشون في دوائر عبثية. عيونهم ذابلة ايديهم ترتعش. حركتهم بطيئة..لا شيء يستحق العناء لا الحياة بما فيها من خير و شر ولا الموت بما يحمله من اسرار. هذا النوع من العشاق قد فقدوا حياتهم الانسانية و تحولوا الى جثث لا سلطان لهم على حياتهم. يشعرون بالقرف الاجتماعي. قد يثير غثيانهم اي مصافحة او مغازلة. يجلسون بسلام خارجي و قفص داخلي قد لحمه صداء الجفاء و فكر سيطر عليه غريزة الموت، فتحول الى سوط مشتعل يهب كلما تذكر الحبيب او رأه من بعيد يسير فرحا و غنجا. واذا ما لمس سيدة شعر بالمرض و الغثاء و كانه هستيريا جسده يرفض الارتباط بغير الحبيب.
ان حياة العشاق جوفاء و مرضية. يبحثون عن ذواتهم في قلوب طرية و غبية لا تقدر العشق و التضحيات.
وجل ما يؤلم وجدان العشاق هو الجفاء و الهجران و الحرمان من الغذاء و الرداء شاعرا انه قد سقط جائعا و عاريا امام الجميع. لذلك الرجل او المرأة لا ينتحرون من اجل الحبيب بل ينتحرون لان الحب اي حب يعرينا امام انفسنا و يشعرنا بالاحباط و الخوف. لأن مع ذهاب الحبيب يأخذ معه كل ذرات الحب و الاهتمام و الاحترام و الصدق و يتركنا مشرزمين نبحث عنه او غيره ليرتب فوضانا .
لكن السؤال يبقى موجودا:
هل شعرت بالقرف و الضعف و الوجع و الفراغ الدامي الذي احدثه سوط العشق؟
*محمد الامين*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.