شعر د. أيمن القادري
أيا غَضَبًا يَسْري مَعَ اللَّيلِ والْفَجْرِ
له زَغْرَداتٌ مِن أَنِينٍ وَمِنْ بِشْرِ
صَداكَ يُــدَوِّي في الأقاصِـي مُعانِدًا
زَلازِلَ ظُلْـمٍ أَوْقَدَتْ حَطَبَ الْقَهْرِ
جُــنونُكَ إعْصارٌ يُطيحُ بـِعالَـمٍ
تغَشَّاهُ شَرٌّ سارَ في جَحْـفَلٍ مَـجْرِ
نِفاقٌ علَتْ راياتُهُ كُلَّ رايةٍ
وسُلْـطانُهُ أمسى يُحلِّقُ كالـنَّسْرِ
تَغَلْـغَلَ سُمُّ الأُفْعوانِ، فلَمْ يَدَعْ
دمًا ذا نَـــقَاءٍ في عُروقِ أولي الأمْرِ
عُروشٌ وتيـجانٌ تَلألأُ في الـدُّجَـــى
فَـتُغرِقُ أهلَ الأرضِ في ظُلمةِ الْـــقَبْرِ
فُنونُ احتيالٍ… والْـجَميعُ مُصفِّقٌ
مَـتى يَستَفيقُ الْقومُ مِن رَعْدَةِ السُّكْرِ؟!
ألا يا فؤادي الْـحُرَّ، لا تَأْسَ، واغتَرِبْ
وَدَعْ مَوكِبَ الأغْنامِ يَـــــــثْغُو مَدى الدَّهْرِ
وَدَعْ أمَّــةَ الغِربانِ تَــنعقُ في الفَلا
ودَعْ سَيِّدَ الغاباتِ يَسْجُدُ للْـفَأرِ
ألا فارتَقِ الْــغَيمَ الْـجَسورَ بِلَهْفةٍ
وشاهِدْ صفاءَ الْـماءِ يُسْكَبُ في قَطْرِ
وطُفْ شاسِعَ الآفاقِ… عَلَّ يَـمَامةً
تُحاوِلُ أنْ تَبْكي الْــبَرِيَّــةَ في سِرِّ
فَقَدْ أقْسَمَ الْـجزَّارُ أنَّ مَنِ اشْتَكى
- ولَوْ بِدُموعٍ- يُشْوَ في لاهِبِ الْـجَمْرِ
ألا يا فُؤادِي… عِشْ بـجَنَّاتِ زاهِدٍ
وفارِقْ جَحيمَ الزَّاحِفِينَ إلى الوِزْرِ
إذا أنتَ لَـمْ تَغْضَبْ فلَنْ تَـــبْلُغَ الرِّضا
وإنْ شِئْتَ الِاطْـــمِئْنانَ…. أنْزَعْكَ مِنْ صَدْرِي