الأحد , أبريل 20 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / أسباب النسيان…والتغلب عليه…!

أسباب النسيان…والتغلب عليه…!

كيف تتغلب على النسيان؟ ولم تنسى؟ 

“النسيان” وصعوبة استعادة المعلومات مشكلة تؤرق الكثير من الأشخاص ولا سيما الطلاب خلال مدة الامتحانات.

ونشرت مؤسسة Ted Ed المهتمة بتبسيط العلوم، فيديو توضيحيا عن أسباب النسيان،…ويظهر كيف تبدأ عملية تخزين المعلومات عندما يجرب الشخص شيئا ما مثل الاتصال بأحد الأشخاص، فإن هذه التجربة تتحول إلى نبضة من الطاقة الكهربية تنتقل بسرعة داخل شبكة الخلايا العصبية.

يخزن المخ المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى؛ حيث تكون متاحة للاسترجاع من أي مكان في بضع ثوان، ثم يتم نقلها إلى الذاكرة طويلة المدى عبر منطقة الحصين الهيبوكامبس hippocampus، وتنقل إلى عدة مناطق للتخزين في جميع أنحاء الدماغ، وتتواصل الخلايا العصبية في جميع أنحاء الدماغ في مواقع مخصصة، وهي نقاط الاشتباك العصبي، باستخدام الناقلات العصبية المتخصصة.

ترتبط قوة الذاكرة بمدى التواصل بين الخلايا العصبية، إذا ما تواصلت اثنتان من الخلايا العصبية مرارا وتَكرارا…ينتج تزايد كفاءة الاتصالات بينهما وتسمى هذه العملية مكمن طويل المدى long term potentiation وهي العملية التي تخزن فيها  الذكريات على المدى الطويل.

يعد التقدم في العمر أحد أسباب النسيان؛ لأنه كلما تقدمنا بالعمر قل الترابط والاشتباك العصبي بين الخلايا…

وجد العلماء العديد من النظريات حول السبب الكامن وراء هذا النسيان، منها انكماش في حجم المخ، حيث تفقد منطقة الحصين “منطقة الذكريات” نحو 5% من خلاياها العصبية كل 10 سنوات، ويخسر الشخص 20% من خلايا الذاكرة مع بلوغه سن الثمانين.

وأحد أسباب النسيان انخفاض في إنتاج الناقلات العصبية، مثل استيل كولين وهو المسؤول عن التعلم والذاكرة، بالإضافة إلى مشكلة الإجهاد المزمن chronic stress، وتحدث هذه الحالة عندما يرهق الشخص نفسه باستمرار العمل والمسؤوليات الشخصية، ولذلك يكون الجسد على أهبة الاستعداد، فتطور هذه الاستجابة من الآلية الفيزيولوجية التي صممت لبقائنا على قيد الحياة في اوقات الأزمات.

ينتج عن الإجهاد مواد كيميائية تعمل على حشد الطاقة وزيادة اليقظة، ما يؤثر في خلايا الدماغ، ويسبب عدم القدرة على تشكيل خلايا أخرى جديدة، ما يؤثر في قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات.

ويعد الاكتئاب depression مسببا آخر للنسيان، ويعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة لمشكلات الذاكرة بنسبة 40 %، وهذا ما يجعل الأفراد المصابين بالاكتئاب أقل اهتماما بالمعلومات الجديدة، بالإضافة الى انخفاض نسبة إنتاج هرمون السيروتونين هرمون السعادة، وهو ناقل عصبي ما يسبب زيادة النسيان.

وتنصح المؤسسة بترميز الذكريات والموضوعات لتسهيل تذكرها، وينصح أيضا بعدم الخوض في الأحداث المؤلمة في الماضي، لأنه عرض آخر للاكتئاب، ويصعب معه الالتفات إلى الحاضر ما يؤثر في قدرتنا على تخزين الذكريات على المدى القصير.

وتنصح المؤسسة أيضا بممارسة النشاط البدني الذي سيحقق تدفق الدم إلى الدماغ، ويحسن عملية التذكر، ويجب تناول الطعام بشكل جيد ، لأن الجسم بحاجة إلى جميع العناصر الغذائية ليعمل بشكل صحيح، ويجب تدريب قدرات العقل الذهنية بوضع الدماغ في تحد أمام تعلم الجديد.

وأكدت المؤسسة  أن التفاعل الاجتماعي يدرب القدرات الذهنية للدماغ، بالإضافة إلى ضرورة الابتعاد عن العزلة؛ لأنها ترتبط بالاكتئاب وهي لص آخر يسرق الذكريات، وقد وجدت دراسة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة أن المسنين ممن لديهم مستويات عالية من التواصل الاجتماعي احتفظوا بذاكرتهم لمدة أطول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.