السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / غير مصنف / الشاعر الفلسطيني الكيلاني: أمة لا تتحدث بالفصحى لا تنتصر

الشاعر الفلسطيني الكيلاني: أمة لا تتحدث بالفصحى لا تنتصر

حاورته الأديبة سهام صبرا الكسواني

نظم ملتقى شعراء وأدباء العرب لقاء حواريا، استضافت فيه رئيسته الأديبة سهام صبرا، الشاعر الفلسطيني د. عماد الكيلاني…

س1: دكتور في البداية نود منك إعطاءنا نبذة عن السيرة الذاتية رغم اننا عرفنا شيئا منها… ومن هو الدكتور عماد كأديب وإنسان؟

ج/ الدكتور عماد الكيلاني انسان عربي فلسطيني، يحمل شهادة الدكتوراة بالترجمة من بريطانيا، رجل اعمال مقيم بالإمارات يمتلك مجموعة الكيلاني للترجمة القانونية والتدريب في الامارات وفلسطين! أبلغ من العمر 52 عاماً ، متزوج من السيدة ريما احمد الكيلاني، لديّ ستة من الابناء والبنات منهم البنتُ البكر، رواند، تخرجت من الجامعة وتزوجت ولديّ حفيد أما ولدي يزن لا يزال في سنته النهائية السنة السادسة يدرس الطب في جامعة القدس بفلسطين وولد آخر اسمه مهاب في جامعة بالامارات وثلاثة من الابناء – ريّان و صبا وفهمي – لا يزالون بالمدارس! كاتب وشاعر لديّ من الدواوين الشعرية ما يربو على السبعين ديواناً واكثر من اربعين كتاباً في الثقافة والسيرة والمقالات والسرديات!

س2:كيف كانت البداية والمسيرة الناجحة؟

ج/ البداية كانت في اسرة مثقفة ووالدي – رحمه الله تعالى – قاريء ومترجم ومدرس للمرحلة الثانوية العاشق للمطالعة والقراءة المحفِّز الاول لي في المطالعة من الصحف والمجلات والكتب الثقافية والادبية والسياسية وغيرها، اسرة فيها تنوع ثقافي راق، كان والدي يشجعني في بواكير عمري على كتابة الاشعار وإن لم تكن كما هو الحال اليوم. ثم التثقيف الذاتي ومطالعة الكتب والدواوين والدراسة الجامعية والعليا دفعت بي ومعاشيتي لظروف كثيرة وتجارب وخبرات صقلت كلها مني وشكّلت في اعماقي دافعية كبرى للكتابة تُوِّجت بكتابة الشعر وتجميعها في دواوين لاحتفظ بنسخة ورقية منها والكتب الاخرى الكثيرة.

س3-كيف يمكن للشاعر أن يكون جسرا واصلا بينه وبين الناس؟

ج/ قد يكون الامر مفاجئاً إن قلت لكم أن أول رسالة ماجستير قدمتها في بريطانيا كانت بعنوان المترجم شاعر والشاعر مترجم والعكس صحيح! اقتبستُ في رسالة الماجستير الاولى قفلات شعرية تحكي عن الشتات والهم الفلسطيني من قصيدة محمود درويش “بيروت” لذلك الشاعر بأحاسيسه هو مترجم لها وناقل ثقافي ويكون جسراً يربط بين ثقافتين يحكي الحكاية او يروي الرواية او يكتب المشاعر والاحاسيس ينقلها بأمانة لتكون نوراً ونبراساً للآخرين. فهي اداة حيّة مكتملة للتواصل بين الناس، فيما يكتب الشاعر او الاديب يقرأه الناس ويتواصلون مع افكاره يفهمونها او يتفاهمون عليها او بشأنها فتكون جسراً رابطاً راسخاً بينه وبين الناس!
س4-انت من رواد اللغة العربية الفصحى ولكن هل لك دراسات لأي لغات أخرى حول الشعر او غيره؟

نعم وأعشق منذ الصغر واحاول دائماً الالتزام باللغة العربية الفصحى فهي المرآة التي لو نظر فيها الجميع من مختلف الاجناس والثقافات والخلفيات الادبية والثقافية لفهموا عليك اما باللهجات فتختلف ويمكن ان تكون هناك فجوة في التواصل مع الاخرين، وكنتُ دوماً أردّد مقولة : إن أمة لا تتحدث بلغتها الفصحى لغة القرآن كيف لها ان تنتصر؟” دراستي كانت عن الاداب الاخرى باللغة الانجليزية فدرست قصائد لشعراء كثيرون منهم شكسبير، والاسباني بابلو نارودا وويليام ووردزورث، والسيّاب وابن زيدون وغيره واجرينا مقارنات ادبية وثقافية بين الشعر العربي والاجنبي لنجد هناك ترابط في البيئات او بالثقافات ولربما كذلك بالكلمات والمعاني!

س5-ماهي أحب الأعمال وأقربها إلى قلبك؟

ج/ كل شيء تتلمّسهُ يداي وتتفحصه عيوني ويطالعه قلبي يزيدني عزماً ويرفدني بمزيد من الثقافة فكراً ومنهجاً واسلوباً يقترب من قلبي وليس هناك من كتاب محدد او ديوان خاص، لكني عشقتُ في صغري ديوان احمد شوقي وشاعريات إبن النيل حافظ ابراهيم، وأيقونة الشعر في فلسطين فدوى طوقان والتي كان لها تأثير على كثير من مدوناتي الادبية، بالاضافة الى الاديب الفلسطيني الراقي المتميز ابراهيم نصر الله في رواياته الراسخة بالذاكرة، وأطالع الان روايته (أعراس آمنه) ولا أنسى الشاعر المهجري اللبناني القدير إيليا أبوماضي كشعراء ومن الكتّاب المتميزين احسان عبدالقدوس كأدباء، مزيج من ثقافات مختلفة، ولا يفوتني ان اذكر ادباء وكتاب روس منهم رسول حمزاتوف بكتابابته الراقية، بالإضافة للآخرين، مكتبتي زاخرة بآلاف الكتب والروايات والدواوين الشعرية.

س6-ماهو التصور المنهجي لديك؟

ج/ دائماً أدعو كل من يمضي على طريق الادب هواية او درباً او مسلكاً أو ثقافة ان يطالع ويتثقف ويدرس ويقرأ عن ثقافات واداب الاخرين، فالمطالعة والتحليل والشرح اسساً قوية للتفكير ولبناء فكر خاص مبني على منطق المعرفة وعلى أساس الدراية والاحتكام للقواعد الاصيلة في الثقافة واللغة! لذلك التثقيف الذاتي مطلوب والمطالعة من ثقافات الاخرين لازمة وواجب المتابعة والتواصل بكل اشكال التواصل حتى شبكات ووسائل التواصل الحديثة منها قد سهّلت وسخّرت ويسرّت للكثيرين الاطلاع والمطالعة والتثقيف الذاتي! كل شيء ميسّر وفي متناول الجميع ما عليكم إلا اغتنام الفرص واكتساب الوقت وحثّ النفس على الاندفاع بالتثاقف والتدارس!

س7-س/اعتمد احد مفكرين وأدباء الغرب على مقارنة الشعر ولغة النثر العادية والبحث في أدبية النص استبدالا وتأليفا مع احترامهم وحبهم لقوة النثر من حيث صياغة الكلمة والمعنى فما هي وجهة نظرك بذلك؟

ج/ الشعر له قواعد وبحور واسس، والشعر اشكال والوان ودروب، من يمتلك ناصيتها بقواعدها واسسها وبحورها امتلك الكلمة وصال وجال ثقافة وفكراً، ومن الشعر المقفى للشعر النثري للكتابة النثرية التي تعوّض الكثرين في الالتجاء اليها ابتعاداً عن مسالك قد تبدو صعبة للبعض، المقارنة صعبة وحبرها عميق وطريقها متشعبة وانا ممن يفضل النثر في الكتابة تمنحني عزماً وقوة وتنوعاً وهذا رأيي المتواضع.
س8-ماهي العناصر المطلوبة في صياغة الشعر والنثر والإلقاء ؟

ج/ الاطلاع بقواعد الشعر وبحوره وتفعيلاته والمكنوز الثقافي والمعرفي واللغوي، المكنز الوافر الغني من المفردات والصور والبلاغة والرقي والجزالة وقوة التعامل مع الكلمة والتنوع الفكري والثقافي اضافة لقوة الشخصية سرعة البديهة الدراية والتمكن من اللغة اظنها اسس لا بد منها في الشعر وفي الكتابة وفي الالقاء.

س-كيف يكون نظام اللغة التواصلي لدى الأدباء؟

ج/ التبادل الثقافي والادبي والنقد الملتزم الواعي تبادل الاراء وقبول الاخر بنقده وردودِهِ حتى لو لم تكن بمستوى ما ترتأيه تقّبله لكن دون تجريح ولا تشخيص، فالتلاقح الثقافي له رونق اغناء للحضور وللتنويع الذاتي وبين الاخرين.

س-كيف يسخر الأديب قلمه اتجاه قضايا أمته؟
يجيب الدكتور
ج/ حين يشاهد صورة او مشهداً او يقرأ عن قصة او حكاية ويتأثر بها ويندفع نحوها مؤيداً او معارضاً هنا يبدأ التواصل، وأنا دائماً حاضر في كتاباتي متفاعلاً مع الاحداث التي تحيق بالامة فما يجري في سوريا وفلسطين قبلها واليمن وغيرها يؤلمني فأكتب عنه مقالة ورأياً وشعراً ونثراً.

س-ماذا تهدينا مما كتبت والذي تأثرت به بعمق ؟

ج/ اهديكم ما شئتم جلّ اعمالي بين ايديكم وما تأثرت به فلكل ديوان او لكل قصيدة ولكل كتاب او مدونة أثرٌ وتأثير على قلبي وروحي .. مشهد اطفال غرقى بالبحر تؤلمني، الموت في زاويا حياتنا في بلادنا تتعبني وتبكيني فأكتب.

يضيف الدكتور عماد بقصيدته

من سرقَ الوطنْ؟

أتراهُم سرقوا الوطنْ
خرّبوا محتوياته
وألقوا بما تبقّى منه للخونْ
باعوا كلّ شيءٍ فيه
ولم يتركوا لنا حتى الزمنْ!
سرقوا عمرنا وأحلامنا
أخذوا منّا كل حقوقنا
لم يتركوا لنا سوى بقايا كفنْ
وأسالهم: من سيدفعُ عنهم الثمن؟
كفانا كفانا
ضاعت اوهامُنا
سُرِقَت أحلامُنا
شُرِّدت عائلاتُنا
نُهِبَت مقدَّراتُنا
وماذا تبقى لنا
أليسَت مجرد كلمات تخطها اقلامٌ
كلها خطاباتٌ
كلها شعاراتٌ
كلها حكاياتٌ
كثيرها كذبٌ وتدليس
كلُّهم رفاقُ إبليسْ
مارسوا كل اشكال الخيانة
وفتكوا بالشعب بالتدعيسْ
والشعبُ حائرٌ يعيشُ الفتَنْ
يتاقتلون والسيوف مكسورة
آياتنا التي تحضّ على الاتحادْ
في السماء فوق رؤوسنا محفورة
ونحن نمارس الاختلاف
بكل أشكال الخلافِ والابتعادْ
نمارسُ سنواتنا العشرة كل اشكال الانقسام
نضاجعُ الخوفَ من آخرٍ مثلما الايتامْ
يا للعار …. انقسامٌ وانقسامٌ فانقسامْ
عارٌ ودمارٌ ضياعٌ ثم انكسارْ
صعودٌ وهبوطٌ خرابٌ وانتقاصٌ وانشطارْ
مللنا حياتنا الممتدة مائة عام
من بداية الأحلام مروراً بالكِرام إلى اللئامْ
عشنا النكبة تلو النكبة
لم تزل نكباتُنا تمضي بنا للأمامْ
تلكم النكبةُ لم تزل طريقها مُستَدامْ !
ثم اللجوءُ فالضياعُ والانحِسارْ
نعيشُ اللجوءَ بكل ما فيه من دمارْ
تركنا بيوتنا على وعدٍ بالرجوع
فما عدنا ولا عادت بيوتنا
ولا استقرّت احوالنا
ولا تحققت وعودهم لنا
كلهم كاذبون
مجرمون
وقتلة …..!
في كل عام ألف محنةٍ ومحنة
ولجوء في مخيمات الشتات لألف عامْ
لم تزل ذاتها باقية تلكم الاوهامْ
سكنّا الخيامْ
لعنّا الظلامْ
لم تقُم لنا قائمة ولم يعد لنا اي احترامْ
فقدنا كل شيء نتيجة وهمِ السلامْ
فحياتُنا كلها قهرٌ وذلٌّ واحتقارْ
ألبسونا منذ الف عام ثياب الكفنْ
ووقّعوا على ذُلِّنا عريضة الزمنْ
يا لهم أطفالنا الآتونَ من وهَنْ
بيوتهم من خشبٍ بلا طريقٍ إلا الوطنْ
وحاكمٌ يسود الأمرَ فاسدْ
للعدوّ مصاحبٌ ولهم معاهِدْ
باعوا قديماً ولم يزل يقبضوا الثمنْ
اما ثُوّرانا فلم تزل دماؤهم تدفع الثمنْ
لم تزل دماؤهم تغوصُ في أتون الفِتَنْ!

س-دكتور ماهي أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها ؟
يجيب الدكتور عماد قائلا

الجائزة العالمية في الابداع من سويسرا وامريكا (WHOS WHO INTERNATIONAL PROFESSIONALS) للمحترفين على مستوى العالم ومن منتدى الفكر العربي في بيروت ولسنوات عديدة منها عام 1996 وعام 1998 وعام 2000 بالاضافة لتكريمات كثيرة خلال السنوات الاخيرة من عام 2012 -2016 من منتديات وروابط ثقافية ومجالس وجمعيات عديدة متنوعة.

س،كما يضيف الدكتور قائلا

من عناوين كتبي التي انجزت:
قبل ان تشيخ الذاكرة
كتاب الشهقات
شرديات الكيلاني
كتاب مفاهيم الحياة
كتاب طقطقات يعبداوية
كتاب بوح القلم ج1 وج2
كتاب الذاكرة تتلاشي وثمانية اجزاء
والكثير من الدواوين:
ديوان الرجولة المفقودة -2/2015
ديوان عبرات وومضات 5/2015
ديوان سأنتظر – 6/2015
ديوان أرأيتهم – هذا الزمن الدوّار … ! 7/2015
ديوان في حضرة الغياب – 8/2015
ديوان الانقلاب – بعض من حكايتي 12/2015
ديوان انا الفلسطيني 11/2016
وغيرها العشرات من الدواوين!

من عناوين كتبي التي انجزت:
قبل ان تشيخ الذاكرة
كتاب الشهقات
شرديات الكيلاني
كتاب مفاهيم الحياة
كتاب طقطقات يعبداوية
كتاب بوح القلم ج1 وج2
كتاب الذاكرة تتلاشي وثمانية اجزاء
والكثير من الدواوين:
ديوان الرجولة المفقودة -2/2015
ديوان عبرات وومضات 5/2015
ديوان سأنتظر – 6/2015
ديوان أرأيتهم – هذا الزمن الدوّار … ! 7/2015
ديوان في حضرة الغياب – 8/2015
ديوان الانقلاب – بعض من حكايتي 12/2015
ديوان انا الفلسطيني 11/2016
وغيرها العشرات من الدواوين!

س-دكتور أعطنا إسما لحوارنا هذا
يجيب الدكتور قائلا
ج/ حوار الثقافةِ الإثرائي التنوعيّ!
س-
دكتور عماد اعطنا كلنة نختتم بها اللقاء
يجيب الدكتور عماد
ج/ اشكر المنتدى والقائمين عليه الرواد في حفظ الادب والشعر والثقافة متمنياً لكم التوفيق والارتقاء والتواصل مع الجميع مع محبتي لكل من يوافقني او يختلف معي فيما طرحت من آراء والشكر موصول للشعراء والادباء والمثقفين!
وفي نهاية هذا اللقاء نشكر الدكتور عماد الكيلاني عل.ى تلبية دعوتنا له وبارك ربي بك دكتور والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.