الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / آخر مرة سأكتب.. لمن قال لي: اهربي مني!

آخر مرة سأكتب.. لمن قال لي: اهربي مني!

بقلم فرح غزال

سأكتب..
سأكتب الآن لك..
وستكون آخر مرة أكتب فيها شيئا لك أو عنك..
لا أعلم إذ إن الحياة حتمت علي أن لا أكتب.. أم أنني فعلا لا أريد.. أم لأن هذه الورقة هي آخر ورقة في دفتري، ولا يمكن أن أكتب شيئا بعدها..
لا أعلم…!
فأنا مشوشة جدا..
ولكن سأحاول أن أقنع قلبي بأن تكون آخر رسالة يكتبها لك..
دعني أعترف لك بشيء.. فعلا أحبك..أحبك جدا.. أو ربما كنت.. كنت أحبك.. لم يبدأ شعوري من أول نظرة أو أول كلمة غزل كالكثيرات.. بل كان من أول لمسة، يوم لمست يدي بسلامك، فحركت ما في داخلي من شعور، وقتها وفي اليوم نفسه، التقيت بك مرة أخرى، لم تكن صدفة، بل كان موعدا،انتظره قلبي بلهفة، وحضرت له عيناي بفرح، وقتها طلبت منك أن ألمس يدك مرة أخرى، وبطريقة غير مباشرة، جعلتك تظن أني أسلم عليك فقط.. ولكن كانت لمستي ليديك مقصودة، وكأنها حضن كبير جعلني أدخل في غيبوبة ألف سنة…!
جلست معك..
وظن الجميع أننا نتكلم في أمور جمة عن مجالنا واختصاصنا، وغيرها.
ولكن لم ألتفت لشيء من هذا إلا لشفتيك التي كانت طوال الوقت تغازلني، وعينيك التي غرقت فيهما..وغصت في أحلامي…
فعلا أحلامي…
وكان الموعد الثاني هو الذي جعلني أصمم على أنها أحلام تماديت بها كثيرا.. أحلام ليست من حقي.. أحلام لو حلمت بها من قبل لربما حملتني وطرت بي على دنيا بعيدة، قريبة مني لك، وخبأتني في بيت صغير لا يجمع غيرنا سوى مشاعرنا وأولادنا..
ولكن انت تراجعت خطوة للوراء..
خطوة..
عكست كل معادلتي، كل أفكاري، وكل دقاتي..
انصدمت.. بكيت.. فتركتني وذهبت..!
وقتها أيقنت أنكم تشبهون بعضكم البعض.. وأنه لا يوجد رجل يستطيع أن يخبئ في قلبه أنثى أحبته، لا يجرؤ أن يظهرها للناس، ولا يستطيع إظهار مشاعره أيضا.. لا لشيء ولكن هناك غيرها، هناك من سبقها….
أين هو الدين؟ أين هو شرع الله؟ لم لم تتمسك به؟ كان عنوانك منذ البداية..
فأرجوك لا تكتب عذرك على ورقة..
أنت حتى لم تمسح دموعي التي نزلت من قسوتك ونزلت عليك وعلى نفسي وغبائي وعلى أحلامي التي تلاشت في الحظة التي قلت لي فيها: ابقي بعيدة.. اهربي مني.. اهربي..
ونظرت الي وذهبت..
وأنا…
سأرحل رغم تساؤلات قلبي..
سأبعد رغم هيامك وحبي..
وأقاوم ببعدك ضعفي ووهني..
وأبعد عنك وأوقف زمني..
سألفظ عني كل إرتباط..
وأدفن حبي في مدافن الذكريات..
سأبذل لذلك ما استطعت جهدي..
وأختفي لكي تعتاد بعدي..
سأنزع عن معصمي جميع قيودك..
وأترك خلفي كل وعودك..
آه…
وألف آه…
حقا أنا غبية، غبية جدا في حبك، ولكني أقوى مما أنت تظن..
أقوى بكثير..
سأنساك..
سأكرهك..
سأمشي من أمامك، ولن أراك، أو ألتفت لك..
سأحب، وأتزوج شخصا.. ووعد مني بأن لا أتخيله أنت.. بعدما كنت أرى جميع الرجال أنت.. فكنت في عيوني في كل زمان وفي أي مكان..
سأدعك تشرب من كأسك الذي سقيتني منه.. ولا تقل لي هذا ليس ذنبي، إنه قدر! كان بجب منذ البداية أن لا تعطي مشاعر ليست من حقي.. حتى ولو صادقة..
الآن لن أقول لك الى اللقاء.. لأني لا أريد أن ألقاء مجددا.. بل سأقول وداعا..
وداعا يا حبا كان لي آمالي..
وداعا يا من كان في عيني الأوفى..
وداعا يا من أحببت..
وداعا..
فلتعش بحياتك هانئا..
وبدنياك من يعوضك..
فقلبك مأوى لها..
ولا تنتظرني بعد الآن..
وداعا إلى النهاية حيث يحاسبك الله.. على مشاعرك.. وعلى كل ما فعلت.. ✋

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.