الأحد , فبراير 23 2025

ملحمة نرسيس..!

من خواطر د. انور الموسى

زهرة بين البيلسان…
تغفو كفراشة البستان
تلمع كحنين الزمان…
هي زهرة نرسيس.. معشوق السحر.. والزمان!
نرسيس حضن حدائق الأمان
بين ذراعي الطبيعة والزعفران
مشى ومشى… كبطء الرمان
قبّل مصيره باطمئنان
وقف قرب زهرة الزمان
قبّل ربيعه بحنان…
رضخت لحبه رمال وشطان…
ركع لجماله سلطة بغي.. وسلطان
سجد لعبيره.. فتى عز.. ونبهان..
ولكن…فجأة…

كانت الرهان!
ها هو نرسيس يخلد اليونان!
المسكين تاه في جماله الفتان
صورته تلألأت كمرآة الزمان
أشعت حبا من نبع نور.. أو رحمن!
…نرسيس الثاني في وجه فتان
عشقه نرسيس وهو ولهان
تردد إليه… بفؤاد حيران
عشق نرسيس نرسيسا بلا استئذان
تبدلت أحواله.. كغدر الزمان
قابله ظهرا وصباحا… ومساء… كالإدمان
حدثه بهمس بلا آذان…
بثه عشقه وهو ولهان
لم يبادل نرسيس مثيله بترحيب أو لسان
يا لها من مذلة الأغصان!
نرسيس تعذب… برى جسده الكمد
أصر كالمكافح على العجب
صباحا تجرأ على ما هو عجب
قبل المياه.. عانق الحياة.. احتضن أناه…
فكان العجب!
وقع نرسيس كالفريسة بالتعب
بدأ وهو يغرق… يلوم الذهب…

قال:
حبيبي نرسيس الثاني.. لم الغضب؟
لم لم تنبهني قبل اللهب؟
سأموت فيك كابنة العنب
سأذوب فيك… كالشمعة واللهب
ها انا أغرق.. وأنت السبب
لا، بل أنا السبب
لأني نرسيس… وأنت أنا
هو العشق يرمي… كالقصة العجب
عجبي حياتي… كلها تعب
قبلت أناي.. فأماتتني أناي… كالكارثة العجب
وداعا أناي… وداعا أناي

 أحببت أن أعود إليك…

فكان العجب!
لكنني خلدت… و يا للعجب
بت في كل أناني… وتعب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.