بقلم لارا خاتون
هاجت بي آلام وطني ، صيرتني شيخا يضرب…جعلت مني أما تبحث بين الأشلاء عن لعبة ولدها لعلها تعثر عليها بين الحجار وغطاء الأطفال الأبيض المكون من الغبار والرمل…أرجعتني طفلة تنادي أين والدي ! وقد غفت الدموع على وجنتيها و لم تغفو عيناها…جعلتني خبز فقير يابسا لعله يكبت الجوع…أودعتني ذكريات شيخة تبحث بين القمامة لعلها تيسر أمرها…فاضت بي الدموع فأنا تلك الكاميرا التي تصور ما ترى و هي لا تكاد تفتح أذنيها جراء أنين الأبرياء . مصورة، إعلامية ، كاتبة ، أم ، طفل ، شيخ ، متأملة ، باكية …كلهم أنا ! يا وطني ! جعلتني أحضر كل المأساة ولم تمنحني قوة الصراخ ! يا وطني ! أخفيت صوتي و جعلتصدى القنابل ينبت في صدري كداء ليس له دواء . يا وطني ! أريد الصراخ للعرب! أينكم بين هذه الكوارث ؟ أنا طفلة وقع عليها جدار أصم لم يعلم أنها كانت تصرخ خلفه :”أمي ! .” أنا رجل أصابتني رصاصة عمياء جهلت أنني مدافع فسكنت صميم قلبي ! أنا حي حضنني التراب بدون علم ! أنا جوع و بأس و ألم…أنا جريح مت أمام مستشفى ملأها ظلام الظالم وقسوته ! …أنا من غدرت بي الأيام و لم تمنحني الصراخ …أم أنني أصرخ بدون جدوى لا أحد يسمع صوت ذلك الخبز اليائس النائم في زوايا البيوت المهدمة ، أو النائم على يد طفل ميت …لا أحد يسمع صرخة جوعي ! يجهلون موت أمي و أبي ! يجهلون استشهاد أخي ! حتى غدوت فتاة تحت التراب …فسمعتهم يتحدثون عني في الأخبار والجرائد و يوميات البأس التي لطالما اعتبرها الكثيرون ” أحجية اليوم ” و ” أمل الغد ” ، لكنني لم أر يد عون لما تركت خلفي ! لم أسمع صوتا ! مت و كفى ! أنتظر الرفاق ! لعلهم يرتاحون جانبي …