بقلم محمد الأمين
على أبواب الشتاء، نقف وننتظر هبوب ريح التغير والنسيان..
على عتبة بابه، ننتظر هطول المطر لنبكي رحيل أغلى إنسان..
شتاء هذا العام يحمل معه ريح الشمال، وقد شمل معه برود الموتى و سكون الخلاء..
ينفذ الى غرف مظلمة كانت لعشاق لم يحضروا الشتاء الأول..
وينفذ إلى منازل كانت مفعمة بالحب، صارت مفجوعة بالحرب..
يهل عليك بقسوته و يطرق الأبواب بعنف، ليذكرك أنك وحيد تنتظر اتصالا لن يحصل، وتنتظر وسادة لن تفرح بملمس شعرها يوما، وشرشف سرير لن يغطي مفاتنها المشتهاة بعد..
تسمتع بصرير الابواب والنوافذ في منزل ازرق مهجور من الحياة، و مسكون بجسدك العاري المسلتقي على بلاط الحمام المتصدع كرأسك..
مجبور على أن تستمتع بدوي العواصف بدل صرختها النشوية والتفافها حولك بجسدها اللزج لتحميك من نزلات الشتاء و لتعديك بنزلات صدرها الدافئ و جسدها الناعم في تشرين..
لم ينتظر الشتاء ليحتفل فينا في تشرين.
كم أنت قاس أيها الشتاء القارص. تلدغ قلوب المشتاقين وكأنك عقرب تبخ سمومك في تشرين..
ويأتي تشرين الفصل الفاصل ليخبرني أنني ما عدت معطفها الوحيد.. وأنني سأطفئ شمعتي وحدي هذا العام.. و يربت على كتفي ككل عام و يقول: يا مسكين.
* محمد الامين