جريدة السفير… مدرسة الصحافة اللبنانية تصفى وتغتال!
2016-12-30
مقالات
601 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
جريدة السفير… مدرسة الصحافة اللبنانية تصفى وتغتال!
…حين شاهدت مسؤول الأمن في جريدة السفير يبكي، لم أفاجأ، لأنني بكيت قبله حين تركت جريدة السفير بعد مدة تدريب متواصل، وعمل، ومراسلة استمرت نحو خمس سنوات.
والآن، ليس كتّاب السفير وحدهم، يبكون… إنما تبكي قيم الصحافة والإعلام والتربية… لماذا…؟!
الواقع أن جريدة السفير، ليست فقط مجرد ناقلة خبر، أو تحقيق، أو مقابلة أو مقال… إنما تعد بحق مدرسة في الإعلام المكتوب، والمراسلة والتغيير والتعلم والتعليم وتنمية المواهب، وتعزيز الفنون، وتشجيع النشاطات، وكشف الفساد…
فمن واقع تجربتي… كنت مفتخرا بالكتابة فيها، رافعا رأسي… بكل موضوع أعده…ليس لأنني كنت أرنو إلى الشهرة، بل لأني بكل تواضع، كنت أحقق إنجازات إنسانية…
ما زلت أذكر حين كتبت موضوعا عن ظلم أصاب طالبة فلسطينية حرمتها «،الأونروا» من منحة تستحقها… فذاك الموضوع هز ضمائر شرفاء العالم الذين اتصلوا بالجريدة وبي… وفعلا قدمت لها منحة مرموقة…
ولا أزال اذكر تغطياتي لبعض أحداث حرب تموز… ولا أزال اذكر موضوعاتي عن فساد الأونروا في الميادين الصحية والتربوية… حيث هزت اركان الفساد… وأحدثت تغييرا…
ولا أزال أذكر موضوعاتي عن مجزرة قانا، ومجازر إسرائيل، وحرمان الجنوب…
ولا أزال أذكر موضوعاتي التي تدافع عن حقوق الإنسان وتنبذ العنصرية والتعصب…
ولا ازال أذكر تحقيقاتي الشائقة، ومقدماتي اللافتة…
لكن ما أتذكره أكثر هو سنوات التدريب المكثف… حيث استفدت من تحرير الأخبار وكتابة التحقيقات والتغطيات والمقابلات والمقالات…
أجل، علمتنا كلية الإعلام نظريا، فيما علمتنا السفير تطبيقا وميدانيا..
وأذكر أن كلية الإعلام كانت ترسل إلى هذه الوسيلة عشرات الطلاب ليتدربوا… فكان معظمهم يبكي عند الرحيل أو يحاول المستحيل ليبقى مدة أطول…
الخسارة إذا، لا تقتصر على المعلومات، أو التعبير عن القضايا الكبرى كفلسطين… بل الخسارة الكبرى في تصفية مدرسة تربوية خرجت مئات الصحافيين والإعلاميين…
حقا، لا نلوم من يبكي على السفير دما!