بقلم ضياء عبيد
نظرت اليك بحري وبين أدمعي… ذكرى محمد
يختال في عيني شوفآ وحنينا
غصت أنامل الطهر تذوب عطرآ
وتاهت القواميس تكتب لحن الخالدين
كفى! يا بحر ارحل من بلاد…
فموجك عكر صفو العاشقين
بك قيدت الحزن رمالا تائهة…
أملا بروض الخلد تنير سحايا العابدينا
رباه ما بخاب الفؤاد بذكرك يوما…
فوعدك بين أضلعي ينسبل للباسمينا
سافرت بين أمواج البحار أتيا تمضي..
وبين الكفين أحلام تقودها حنايا الآملين
كيف تغدو الأسماك في أعماقك ضاحكة
وصفاء أفكارك بلسم للجارحين
نظرت اليك بحري من نظرة خالقي
ونفسي بحسناك تنثر طيبة للخاشعين
كتمت هيامي في فؤادك نفحة معطرة
وأمواجك تعلو صارخة تمخر الشاطئين
زرعت غضون الحب في حنانك مبعثرة
وعهدي بالبقاء بين عليائك عزة وسجين
إن الحياة ذكريات داستها جحافل الأيام
فانصبت فيك لؤلؤة وسرا للحافظين
عيني ودمعي وقلبي خطوط حمر..
نثرت بين أسطري أنشودة السنين
كم من عين أبكتها غبار الظلام …
فكنت لشجون القلب صلاحآ للكاتمين
وإن كانت غيض الأقلام تبكي الخليل سره
فما أجمل بكاء الطهر من حبر أيقظ الفاتنين
وإن لم تكن دار في مقام الروح ساكنة…
فأنت الدار الذي غرقت فيه جنون السائحين
(( بقلم :ضياء عبيد))