السبت , فبراير 22 2025

بقلم محمد الأمين

مختلف غير متخلف..
قريب لست بغريب..
متى اصبح كل مختلف متخلفا؟ هل أصبح كذلك عندما توقفنا عن فهم معنى ما يقوله؟ أو عندما أصبح ما يقوله بالنسبة إلينا بلا معنى، لأنه لا يشاطرنا معتقدنا او عملنا او طريقنا او اي شيء كان. فحينها يصبح متخلفا. متخلف عن قطار نحن بطبيعتنا الانسانية نظنه القطار الوحيد وان على الجميع ان يكونوا مثلنا،( مثلنا). نحن في مكان ما نظن انه ليس هناك بقية..فنحن البقية. ليس هناك رأي سوى رأينا. ونتفاجأ عندما نعرف ان هناك من يظن العكس. ونتفاجا ان هناك آخر غيرنا يعيش في فلك غير فلكنا الذي نظن انه الفلك الوحيد. نعم، هناك أحد مختلف..؟ كيف…؟ ألسنا جميعا متشابهين. ألسنا جميعا نرسم الشمس في زاوية الورقة. هذا المرتد كيف يرسمها في الوسط. إنه متخلف!
على سبيل المثال هناك جندي في ساحة المعركة وجد ورقة في جيب جندي ألماني مكتوب عليها: ألمانيا تنتصر لأن الرب معها. فقال في نفسه لكنهم قالوا ان الرب معنا. نعم..إستيقظوا على انهم يظنون انه ليس هناك سواهم هم مركز الكون و حديث الساعة. كما ان الكنيسة في القرون الوسطى كانت تعتقد ان النصف الآخر من الارض مظلم. لا يعتقدون بسواهم!
الحق أقول لكم، عليكم أن تخرجوا من هذا الصندوق الاسود و الابيض و تلقوا نظرة على العالم المليء بالألوان. ابشركم بحياة اكثر زهوا و انسيابيه. حياة مختلفة عن تلك التى ظننت انها الحياة الوحيدة. و دائما عجلة التقدم لا تجري الا اذا كان هناك حركة مضادة لها. فلولا اعوجاج القوس ما رمى. باختلفنا سر تكاملنا.

ما الذي يجعل الغريب غير قريب؟ لانه يحمل لنا ما يزعزع صرحنا العقائدي. ما يجعلنا نفكر! ويا ويلتاه اذا ما تفكرنا في امور الدنيا. و امورنا الوجودية. نحن اعتدنا على الاعتياد حتى اصبحنا نسلم امورنا كلها للقدر ونجلس ممدودي الارجل على الارائك. اصبحنا مجهزين للتعبئة الدينية و السياسية. و ادمنا التبعية و الدوغمائية بشكل مرضي. اصبح من يحاول توعيتنا غريبا عنا. نقول في حضرته:، ” ما بال هذا الغريب يحاول ايقاظنا من سباتنا؟! ما باله يزعزع صرحنا العقائدي؟الم يعرف اننا مستريحون هكذا..الا يعلم اننا مسلمون امورنا للقدر و مستريحو البال. ما باله يتغلغل بحقارة بيننا و يحاول دفعنا للتفكير و الفهم. الا يعرف ان التفكير يؤلم الدماغ اللطيف..هذا الغريب كم هو مقيت.
اننا لا نستسيغ من يشعرنا بتفاهتنا ولا نستسيغ من يقول لنا ان لدينا خيارات..اننا مرتاحون على مبدأ الخيار الواحد و المضي دون استبصار و التنفيذ دون استقراء..اعتدنا التمدد على اسرة من الفراء، ما هذا الهراء.
*محمد الامين*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.