مجلة إشكاليات فكرية مجلة ثقافية معرفية
بقلم نبيل مملوك
كأن شيئا لم يكن…هجرتني بكل دم بارد لأولد وحشا على الورق …أكرهها كلما تخطيت سطرا من حياتي …صرت أجمع من وريقات الخريف المبتور ايامي راسما وجه مريم ومها وريم و..و..من دون الاهتمام بشيء غير الانا …همشتني بكل ممالك شفتيها …وكأي مهندسة عشق رمتني
كأي ناطحة مهجورة السحاب …اه يا ليتني لم اتمن المطر كي لا ارى الجنى…
انقلبت طبيعة دموعها على براكين مغازلاتي
ممزقة ايات وايات حفرها الخالق بحبر من فرح….كي تضربني بحرف اصالته من وجع….
وضعت كل الحجج كي اتحدى انوثتك …فتزوجت مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانها من جدران وجدران…هي اختبأت خلف اجسام من حديد وانا كتبت بحبر من حنين …كي اراك
مصلوبة ,معلقة كأي ملكة تعانق عرشها مذ يستفيق الشعب
اني الان اتخيل نفسي على شرفات الحاضر بجو خال من صداك…خال من زمامير بائع الغاز
ومن حفيف الازاميل وارتطام الولد المهووس بدراجته بسيارة البلدية صاحبة “الانذار السخيف”
اه …ووجعي يرتسم…كالوشم في بالك…فهل انت حقا حفيدة هولاكو ؟
اني لاكره ان اكون روميو بعد اليوم…اني اريد ان اصبح راهبا ,شيخا حاخاما …يرسم الله على البياض …يرسم الرسالة …يرسم الكون بلون سماوي يستفز حضورك…علك تتركين حقول التأمل لي ….اكرهك نعم اكرهك…لدرجة اني بريء من كل سطر نحته عنك …
وحين قررت ان اهجيك
تساقطت اوزان الخليل بن احمد الفراهيدي السخيفة
على تناثر مشاعري …/0/0 هل هذا هو الشعر .؟ نكتب ومن ثم نرتطم نكتب ومن ثم نرتطم
متى اصبح الرياضيات …ابا شرعيا لللغة العربية…عد الى الصحراء ارجوك يا خليل
فالجمال تحتاج حساباتك …والرمال تحتاج ارقامك…عد واتركني اتعامل مع
اصحاب البدلات الذين نصبوا انفسهم انبياء يحكومونا …الشاعر لا يحبني كوني شاعر
الشاعر المغرور صاحب المنتدى السفاح
يجلس وفي صوته “جاروشة ” يهتف بها كالعنزة…لا يجيد سوى الانتقاد…لا يجيد سوى
سياسة الاصفار…الشاعر صاحب طاقمه الجديد من “بالة” او من متجر يشبه اي حاكم بامر
الله…الشاعر شيخ دجال يستخدم الاوزان وعبارة ال”راقصة المنحرفة ” كي يقطع على كل الاقلام
طريقا قد يودي بهم الى طريق فرعون الذي حارب موسى….اني اكره الشعراء وهذا واضح…اني اكره كل اناني يستخدم شهاداته ونياشيه …كي يجعلني نسخة صينية تضاف الى
اسطره الحقيرة…الشعراء يتبعهم الغاوون وهذا صحيح لكن ايضا …المخبول هو من يركع للذين يهيمون…هذا هو الوزن ,هذي هي قوافيهم /0/0//0 ثورة ,سقطة ,ثورة ,سقطة …ها هم السفاحون ينتظرون على قبورهم يراعنا …كي نبيدهم بسقطة مكسورة الاوزان…انا اثور اذا انا مغروم …هكذا تواطأت حبيبتي والشعراء علي …هي اختبأت خلف جدرانها الافتراضية وهم روجوا لمخدر اسمه التقليد…الشعراء وحبيبتي …نسفوا الارنب في قلبي
قتلوا البلبل في صوتي …كي يكتبوا قصيدة بدمع دمائي ..ويقرأون الفاتحة على نية التنكيل …
اني اراهم في الطوابير …يضحكون في منتدياتهم , يشتمون على منابرهم,يتغطرسون على صفحاتهم …حبيبتي كانت للاسف قصيدة اغتصبها الشاعر العجوز وحين حاولت” تطبيبها ”
كفروني لغويا ,وهدروا حبري …وجعلوني نثريا منفيا
فوق سطوح الشمس اجلد….
هذي قصيدتي يا اصحاب “الاجراس العفنة ” هذي وردتي الأخيرة لك يا حبيبتي
البسي فستانا بياضه من نبيذ روحي مطرز…وثوري على جنونك بي
كي اكذب عليك وعليهم
بقصيدة بدايتها احترام ونهايتها مودّة (نبيل مملوك-انانيتي تكتب)