خيانتي وعشقي، عشق لك.

بقلم: محمد توبي

جاهرتني عاتبتني، بدت الحيرة وظهرت الغيرة، وتأفف القلب عن الكتمان.
لم تعد تحتمل بعد هذا الصبر الا أن تنطق، فنطقت بما يخالج صدرها، وأظهرت ما يقهر قلبها، وقالت: أتعشقها أكثر مني؟

وقع كلامها على مسمعي فضحكْت، وبدت نواجذي عندما فهمْت، فالغيرة ملأت صدرها، وعيل صبرها، فآه من غيرة المرأة.

رفعت نظري إليها بعد أن كنت أنظر إلى ملامح معشوقتي، وقلت: أعشقها لأني أعشقك، أتعلمين لم؟

فاحتارت وبدا تأففها من فلسفتي، وأجابت إجابة المتهرب من السؤال، بسؤال.

قالت: يا خائني لا تفسر عشقك بفلسفتك، بل قل ظواهر الكلام، ولا تتبطن بكلماتك، هل تعشقها؟

أجبتها باسماً: أعشقها وقلبي يملؤه حبها، وهي التي تعيش في روحي وروحي تعيش لها، وكل ذلك بسببك، لأني أعشقك.

فتعجبت وبات عشقي لها جرحا، وتغير مفهوم العشق في ذهنها، وتساءلت في نفسها، بسبب عشقه لي عشقها، وكيف أفسّر عشقه لي؟
هل هو نقص؟ أم انه تقصير؟ أم أني بت لا أمتلك تلك المعايير؟ وتراود في ذهنها ألف سؤال في لحظات ثقال.

فسألتني وما مفهوم العشق عندك؟ وكيف لقلبك أن يعشق كلينا؟
فأجبتها: إن العشق يا سيدتي هو ذوبان الروح في المحبوب، حتى تصير الكائنات دلالة العشق الأصغر أمام العشق الأكبر.
وأما عشقي لكليكما، فهو عشق المعشوق الذي يحقق غاية العشق.

فعادت لتأففها من فلسفتي، وقالت أوضح عن مكامن نفسك بكلمات أفهمها، وقلل من مقدار فلسفتك التي هدمت معالم العبارات وغيرت مفاهيمها في مهجتي.

فقلت: يا معشوقتي، إني أعشقها لأنها تفسر كل ما بخاطري، وتفصح بكلماتها عما يخالج روحي، إني أعشقها لأنها تسمح لي أن أستخدم الكلمات التي تبلغ أقصى معايير الوصف، ولا تعجز بعباراتها أن تصف كل ما فيك. أعشق حروفها فهي نبض قلبي، وأعشق كلماتها فهي ضياء روحي، وأعشق رسمها فهي ملامحي.
أعشقها بصدق، وسأقول لم عشقي لها بعيدا عن ترهات فلسفتي، بعيدا عن تقمص عباراتها في خاطري، أعشقها يا سيدتي: لأنها تسمح لي أن أعبر عن مقدار عشقي لك، تنحني بحروفها لأنتقي منها كلمات تصف طيبتك، لأنتقي من كلماتها جملا ترسم مشاعري بحروفها.
أعشقها يا سيدتي لأنها لغة تسمح لي أن أرتقي في مجالها لأعبر عنك، ومنك أرتشف تلك العبارات.
أحب عربيّتي يا سيدتي لأنك منها وبها جبلت، فأعشقها لأني أعشقك.