بقلم الجامعية ساندي درويش
” أُمي ”
لو تسمحين لي ….”لو”،
أن أسرقك من زوارق العمر ،
ونغتالُ الزمن سوياً، بمعادلةٍ زمنيةٍ حسابيةٍ بسيطةٍ، دوماً تكون نتيجة
وقتها ” صفراً”!
تماماً… وكأن شيئاً لم يكن،
كي لا تُحسب عليكِ الساعات والأيام بطمع ٍ، ويبدأُ العد العكسيّ للوجود.
كي لا يُعاقبني الوقت يوماً بألمٍ أخشى أوجاعه.
دعينا نسبق توقعاته، لعلنا نغدره ولو “مرة”.
اسمحي “لي” وزيّني دعوتي
“الجنونيّة العاقلة” بالقبولِ، وتعالي معي لنخرج من تركيبته الزمنية المؤلمة.
لا أريد امرأة قوية مثلك “أنتِ”… تكون ضمن الحسابات الوقتية الفلسفية الدقيقة، دعينا نرحل الى عالمنا
” أنا” و”أنتِ” فقط يا أمي.
…إلى عالم بعيد كلّ البُعد، لا يتربص الزمن فيه لنا.
….عالم لا تحتل جدرانه ساعات عتيقة تعد لنا الثواني والدقائق والأفراح والأحزان.
دعيني كلما دقت الثانية الاولى،”نختزِلُها ” ونبدأ العمر من جديد.
دعيني أصنعُ بعض الأكاذيب الموقوتة ، لأنصف تعلُقي الشديد ” بك “ِ ، لأجعلك “أنتِ” زمني المحتسب… لأجمعك بداخلي وأحلّ اللغز الكونيّ المتأرجح بين أفكاري، لأُحارب عن روح تقطن في أعماقِ الجسدِ …
اسمحي “لي” يا سيدتي أن أُجمد الدمع قبل هطوله الذي أبيت يوماً أن تسمحي لهُ بالهطول.
اعطيني سلاح القوة التي رُسِمت حدودها على كفك الأيمن في كُلِّ حرب كُنت تخوضينها لأجلنا .
ائذني “لي” لمرة واحدة أن أذرف بعض الدموع….فرحاً، وليس ضعفاً ابدا…
دعيني أرتمي على ركبتيّ لأُقدم “لك ِ” باقة من عمري سهرتِ ليالي العُمر لِتُنبِتيها…
اسمحي “لي” أن أرُد الجميل بباقةٍ زرعت فيها أحلام عمرك فينا وسقيتها من دمعاتك الحلوة ..
يا من عبرت الجسور والوديان ونحن على الاكتاف ملقون ، لتلِدينا في أعلى القمم ، هنا بالتحديد سأحط الرحال من دون عدادات زمنية سخيفة تجعلنا نسارع بالاكتفاء ممن نحب قبل الرحيل .. هنا تماماً أُريد أن أقف منتصبة القامة معترفة بأنك امرأة قوية جداً.. بأنك كلي و بأني “أنتِ” من دون تجزئة أو عواقب. ولطالما سألتُ نفسي أيّ مرأة هذه “أنتِ”؟!
كيف “لكِ” كل هذه القوة …؟!
دعيني اليوم أُقر بأنك “أنتِ” الزمن و “أنتِ” الوقت… والهرب سيكون “منكِ” “إليكِ”…
فيا لمُخيلتي التى تأبى الاستسلام..!
يا لقلبي الذي يُعاند سراب الأزمنة العُمريّة تحدِياً لترهات زمنية تبقى منها بعض الصور والذكريات وقوة إلهية “منك” تمكث ” فينا “…
يا له… ، يا له من جنونٍ عاقلٍ..