السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / نقد وفلسفات / سيكولوجية التبعية…لغسل الدماغ!

سيكولوجية التبعية…لغسل الدماغ!

بقلم الكاتب محمد الأمين
يجدونك ضعيفا، فيدرسون حاجاتك. يلعبون على مشاعرك.
فان كنت قويا يضغطون عليك لترجع ضعيفا.. بعدها يشكلونك بحسب قوالبهم… فتصبح جروهم المنزلي..
هم يعلمون بأنك وحدك لا تستطيع ان ترفع صوتك وفي الجماعة أناك تتضخم و الأدرينالين يعلو لديك، فتعود لبدائيتك.
في المجموعة فقط يسمح لك بأن تخرج البدائي داخلك وتلغي الحدود التي علبتك وتنصهر في المجموعة.
لا يريدون منك الا الطاعة.
هم على علم بأنك جائع ومحتاج… انك فارغ ومكبوت ..! ككلب بافلوف يزرعون داخلك الاستجابه و يملكون منبهك ..
متى شعروا بأنهم يحتاجون لإخافة غيرهم، أسمعوك الموسيقى الحماسية، الأفلام الحربية و الخطب التحريضية -هذا مرتد و هذا كافر، هذا مستكبر و تلك فاسقة!

أما أنت! فالأفكار المزروعة فيك، هي أرض خصبه للزراعة.
اذا بحثت في زعمائك ستجدهم يملكون غرفة عمليات مؤلفة من مخرجين ، فنيين ، علماء ، ادباء و محللين .. مهمتهم؟ أنت .. :
استقطابك، إعادة تأهيلك، تعليبك، تغليفك و إرسالك للخارج لتتدرب على الطاعة.

فمن وظف هذا الزعيم لينجدك من الظلم في هذا الزمان؟
يدخلون إليك من اوسع ابوابك .. فأنت بحاجة لصاحب .. فكيف إذا كانت صحبته تشاركك معتقدك ، تشاركك ذات العدو !
انا أعلم أنك لا تريد أن تتخلى عن زعيمك. كيف ذلك… وهو الذي طبع في مخيلتك بأنه الطوطم الذي يحمي القبيلة وبتركه أو زواله سيعود هذا على القبيلة بالفقر والجوع والعيش مع عقدة الذنب؟
أنت لا تريد تركه فهو من يحمل على عاتقه مشاكلك و يقرر عنك ما تريد..
زعيمك منطقي وصادق .. طبعا سيبدون كذلك! حتى وان لم يكن هكذا، ستقنع نفسك بأنه كذلك.
ستعزي نفسك بأنه الأعلم. فهو يبدو الأعلم .
هو يلقي اليك بما تهوى نفسك. وهذا يزيدك راحة وامان.
و أنت .. كسجين جائع يعذب يومياً و يكاد يموت برداً، يبيع نفسه و عرضه لدى أول كسرة خبز وبطانية. فكيف إذا كانت الجائزة هي الجنة؟. كمتدين وسط لا منتمين ، لا يشعر بأنه غريب بينهم .. متى يشعر ؟ عندما يأتي من يقول له انهم غرباء و أن دينه ينص على محاربتهم ثم له الجنة. هنا لعبة الشاطر يا أبتاه.
انها لعبة شطرنج.. انت الأحجار و وطنك هي الأرض. اعداؤك هم اصدقاؤك و اهلك واخوانك في الانسانية. لا يغرنك اللطف في المعاملة فأنت انسان يحب اللطف منذ طفولتك. ولا يغرنك الكبت الذي انت فيه! فانهم يريدونك ان تفرغه في القتال والحروب والفحولة الجنسية.
كل السر في الموضوع بأنهم يعرفون مفتاحك، ليس سحر ولا قدرات خارقة بل انت فأر مختبر يقومون بمراقبتك وبعدها يطبقون عليك، فان اصبحت مطيعا تكمل معهم و تحصل على ما تحتاج، اما اذا تخلفت عنهم فتصبح مرتدا وخارجا عن قانون القبيلة وبالتالي مغضوب عليك من الإله و منبوذ من المطيعين.
*محمد الأمين*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.