بقلم الجامعي احمد يحيى
تشهد هذه السنة خساراتٌ كبيرة في صرح الثقافة والفكر، وشرخا في المسيرة الفكرية، برحيل كوكبة من المُفكّرين الكبار…
فمنذٌ مدةٍ طويلة توفي المُفكّر السوري الكبير جورج طرابيشي الذي كان له الفضل في أكبر مشاريع نقد نقد العقل العربي، والترجمة، والبحث، وتطبيق منهج التحليل النفسي على الأعمال الأدبية.
والبارحة ليلاً قد رحل المُفكّر والكاتب السوري ”صادق جلال العظم“ عن عُمرٍ يُناهز الـ82 عامًا.
صادق جلال العظم كان أُستاذًا فخريًا بجامعةِ دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة، وأُستاذًا زائرًا في قسم دراسات الشرق الأدنى برنستون حتى سنة 2007.
وكان قد درس الفلسفة في الولايات المُتحدة الأمريكية، وعمل بعدها أُستاذًا جامعيًا في الولايات المُتحدة قبل أن يعود ويعمل أُستاذًا في جامعة دمشق.
وقد عمل أُستاذًا في جامعة الأُردن ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت.
كتب في الفلسفة وعن دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر، وكان عضوا في مجلس الإدارة في المُنظمة السورية في حقوق الإنسان.
والجدير بالذكر أن من أهمِّ أعماله الفكرية كان كِتاب ”نقد الفكر الديني“ الذي صدر سنة 1969 مباشرة بعد هزيمة حزيران عام 1967، ولقد ثابر وكتب وناضل الدكتور صادق في سبيل نهضة الأمة العربية، والدفع بها في سبيل الحداثة ومواجهة مظاهر التقسيم والتمزق.
هكذا نفقد قامة فكرية عظيمة من الصعب تعويضها في زمن الانحطاط والتمزق الذي يعتري جسد الأمة العربية…
من أعماله أيضًا:
-الاستشراق والاستشراق معكوساً (1981)
-ما بعد ذهنية التحريم (1992)
-دفاعًا عن المادية والتاريخ
-في الحب والحب العذري.