الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / الطلاق… دمار للأبناء…بحفرة جنون الآباء والأمهات! بقلم أمل سويدان

الطلاق… دمار للأبناء…بحفرة جنون الآباء والأمهات! بقلم أمل سويدان

الطلاق… دمار للأبناء…بحفرة جنون الآباء والأمهات!

بقلم أمل سويدان

كيف أعرّف ضياع الأطفال؟…أو ضياع الأهل والحياة؟
«لما التقينا، وبلحظة، تزوجنا… ليأتي يوم نقول فيه -لا يوجد نصيب بيننا- افترقنا! ويأخذنا الزمن لنرى أولادا تشردوا في الطرقات(فتاة شبه عارية وشاب بلا أمان، طفولة ضائعة ومراهقة في اختفاء،شباب يعيشون حالة يأس وكهول نحو الزوال…»
ولعل كل ما تقدم يمكن إيجازه في سبب واحد هو ‘الطلاق’ وليس ‘القسمة والنصيب’.فالعقد الذي يبنى منذ البداية على المحبة والاحترام وتقسيم الأدوار لا يأتي في نهاية الطريق… ويقع في حفرة البعد التشرد…
فالطلاق هو انفصال الزوجين عن بعضهما البعض، وقد عرفه علماء الفقه بأنه: حلّ عقد النكاح بلفظ صريح أو كناية مع النية. وألفاظ الطلاق الصريح هي(الطلاق، الانفصال، وغيرهما) والكناية هي كل لفظ احتمل الطلاق وغيره مثل(الحقي بأهلك أو لا شأن لي بك…)
أيام تأتي وأخرى ترحل ويسأل الأولاد أهلهم: لم لا نعيش كباقي الأسر؟ لم زوجة أبي ليست أمي؟ لم أمي في منزل أهلها؟… كثير من الأجوبة تسمع… وما هي إلا تسويغات إجرامية! إجرامية نعم؛ فما ذنب الطفل حين يسمع بكاء أمه وصراخ أبيه؟ مشاهد عنف تمر أمامه كشريط فيديو يشاهده كلما ضاقت به الدنيا ويقول: ما ذنبي لأحمل في قلبي كل هذا الضعف والحزن؟ ما ذنبي لأعيش خائفا من المستقبل، من الحياة العائلية والزوجية، أخاف من أن أكون السبب في تدمير حياة أطفالي لمجرد أنني أسمّع ما قد حفظته عن ظهر قلب في صغري…
بعد هذه التحليلات والنتائج، ما زلنا نعجز عن إعطاء تبرير منطقي للانفصال إلى أن وقعنا على أكثر الأسباب تداولا وهي:
1.الخيانة: ذلك الداء الذي يقتلع العلاقة الزوجية من جذورها ويلقي بها في مهب الريح…ولا نستطيع مهما حاولنا أن نغرس لها ثمارا من جديد، والسبب هو عدم وجود ثقة ووفاء وإخلاص بين الزوجين.
2.فجوة التواصل بين الزوجين: هو وجود أسرار بين الزوجين وإخفاؤها عن بعضهما… كما أن عدم الالتزام والوضوح والصراحة يفقدهما التواصل والتحاور الدائم.
3.سوء المعاملة: كالاعتداء البدني والسلوكي والعاطفي من الزوج والزوجة…وهذا مسمار في نعش العلاقة الزوجية ويسبب شرخ داخلي يصعب اصلاحه.
4.المسائل المالية: عدم القدرة على الانفاق وتوفير متطلبات المنزل والزوجة ما يساهم في خلق النزاعات بينهما.
5.عدم التوافق في العلاقة الحميمية: المشاكل في العلاقة الخاصة مع الشريك وعدم تلبية الرغبات بينهما، ما يخلق أزمة نفسية وصحية لكليهما.
6.الملل: الروتين في الحياة الزوحية ونمطها الدائم الذي لا يطرأ عليه أي تغيير او تجديد ما يزرع الجفاء.
7.الشعور بالتقييد: حين يشعر الزوج والزوجة ان الارتباط يحجب عنهما طريق المستقبل وتحقيق الطموح والأحلام ويمنعهما من التعبير بحرية، ويجبرهما على التقيّد والرضوخ…

8.تربية الأطفال: إن أنانية الأهل وعدم اعطائهما الوقت الكافي للتربية، وإلقاء جميع المسؤوليات على طرف واحد(الزوجة) مع عدم المشاركة في إنجاز متطلبات الأطفال.
9.تدخل الأهل:يعتبر الأهل أن أولادهم لا يملكون الخبرة والمعرفة الكافية لتدبير أمورهم بنفسهم… ونمط الأسرة التقليدي يختلف عما هو سائد اليوم فتتشاجر الأفكار ويقع ضحيتها الأطفال.
10أولويات وتطلعات مختلفة: حين يكون لكل شخص منهما أولويات خاصة أهم من شريك حياته، كالأصدقاء والأهل وتأدية الأعمال… ما يفقد الطرف الآخر حس المكانة التي يقع فيها فيقلّ الاهتمام ويزداد البعد.
ختاما لكل ما ذكر؛ إن هذه الأسباب غير مبررة وغير مقنعة.فقبل الزواج يكمن التفاهم والكلام والمشاركة وفيها يعرف كل طرف الآخر بشكل جيد ويخوله من اكتشاف داخل الشخص الذي اختاره ولا نتذكر أو نستفيق على أنفسنا حين نكون قد دمرنا حياة ابرياء لا ذنب لهم سوى أنهم أطفال لأهل غير مسؤليون عن قراراتهم وحياتهم ومستقبل فلذة أكبادهم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.