“إخراج القيد يعتذر “:
بقلم الجامعي نبيل مملوك
من رحم عالمه العربي ولد…وبيده اعمار وحسابات …ارتدى ما اشترى والده من عرق وكفاح وعشق للرغيف…وصار يكبر ويكبر في الاحياء والمدارس …يطالع …يكتب الحب ويرسمه …يلامس روح اصدقائه.. يتفحص الجمال القاطن في عيني صديقاته….
في سن الخامسة…ذهب مع والده الى احدى الادارات… ذهب الرجل الكبير الى خارج هذا الكون وتركه بعد سنين من الانتظار على الكرسي يراقب جشع الموظف العربي …
ينظر الى قلمه اللامبلالي…الى وريقات..نقدية تشبه النساء المنفجرات بشهواتهن في الملاهي …
دخلت طفلة تشاركه البراءة في يدها دمية .شقراء… وبطل خارق باسمراره…وفي دمعتيها استماره مكتوب على جبهتها: ارجوك سجلني في المدرسة…امها لم تكن معها …الدميتان بداتا تغربان ابتسامتهما…وهو لا يبالي بسمنته وبلاطات تفكيره المتطرف يضرم النار في فتيل الشجن…
خاف الولد والتحف بوهم القشعريرة الصباحية….بلغ المراهقة …والورقة المعزوف اسمه عليها لم تيأس بعد…دخلت امرأة على الساحة …في يدها تقرير يشرح لوحة الخراب العربي المجسدة في وجهها …طلبت ان يغير اسمها خوفا من ذئاب ذكورية التكوين …نظر بعينيه الحمقاوتين …اوهمهما بالموافقة… اغراه شعرها ورقة اللمى في بشرتها قال لها :”اسمك يعجبني “ومزق الطلب ….اطرب حزنها المراهق …اطربه مشوار الالم في يديها…افرحه لدرجة كره فيها زمجرة الناي وقهقهات الطبول ….
تخرج الطفل وصار مجازا …وفي جعبت ورقته انتظار واجازة في علم الامل ….دخل بكل امل وصوت فيزور واغنيتها “بعدك على بالي”تقاسمه الثورة…صدم بصورة الموظف السادي…غطاه ثلج الشيخوخة…لملم …كل قوته وعزيمته في قمع المواطن الاعزل..
تقدم بطلب وثيقة الزواج من حبيبته وشريكته …وجد الموظف “التعبان “اختلافا في الطائفة وضع معوقاته بكل فرح …حاول ان يثبط من عزيمة الشاب المنتظر بكلامه البشع…لم يفلح …ولما وضعت المعضلة في خانة الطائفة …مزق الطفل الوثيقة بوجه الموظف…وخرج قائلا لعروسته :”اخراج القيد يعتذر….اخراج القيد يعتذر”…