السبت , أبريل 19 2025

في عشق اللغة

في عشق اللغة

زهراء أحمد جرادي
الجامعة اللبنانية
لغة تشق جيوب القلب من عمق الطفولة والصغر،
لم أذكر أنني عشقت من بين كل مواد المناهج شيئاً كعشقي للغة العربية،كيف لا وهي لغة تحدى بها الخالق بلغاء العرب وفقهائهم فكان القرآن الكريم إعجازاً يسطر جمالها بأبهى وأعظم الصور؟
كيف لا وقد تسيدت بأحكامها وقواعدها وشعرها ونثرها أقلاماً جردت أجمل بحور الشعر وأروع القوافي، فكانت المعلقات الجاهلية قصائد الحداثة الحرة وتألقت بأدمغة العاشقين مترنمة بأعظم وأرقى أنواع النصوص والأدب .
كيفما تبحرت في أعماقها أسرتك أكثر فأكثر وتعلقت حتى تصل الى مرحلة اللاإرتواء ،حيث كلما طالعت وقرأت ندهك المزيد المتخفي في أعماق الذاكرة الذواقة.”أضف الى نهمي مزيداً يسقي بي عطش التفكر والثقافة”
بها عبرت ورسمت مشاعري بكل صورها ،فكانت بحزني شعلة النور في آخر النفق وفي فرحي تاجاً تلبس أبهى معاني السمو والبهاء والسعادة وفي وحدتي أنس ومذكرات وسكينة،
عبرت بها من عالم الواقع الى عالم سرح بخيال كاتب فجال بلداناً ونسج أحداثاً وابتكر قصصاً خياليةً وخرافيةً وواقعية.
نعم هو حال من تذوق طعم العشق في حب اللغة فعاملها كمدللة تتراقص على أهداب السطور لا تقوم قيامتها الا في عالم الإبداع والفن والقلم .
عاشت لغة كتب بها المجد العريق .عاشت لغة تكتب بحروف من ذهب!