السبت , فبراير 22 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / عَصَا السِّنْوَار

عَصَا السِّنْوَار

عَصَا السِّنْوَار … بقلم : أ.د. بومدين جلّالي – الجزائر
( قصيدة رائية في 62 بيتا من بحر الخفيف )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
1 – إِنَّمَا تَثْمِينُ الْجِهَادِ مَنَارُ ** إِنَّمَا أَبْطَالُ الْخُلُودِ كِبَارُ
2 – وُلِدُوا فِي الْحَيَاةِ دُونَ ضَجِيجٍ**وَعَلَوْا بَعْدَ أَنْ تَجَلَّى الْمَسَارُ
3 – مِنْهُمُ السِّنْوَارُ الَّذِي كَانَ نُوراً**وَسَيَبْقَى وَالْعَصْرُ لَيْلٌ يُدَارُ
4 – فَحَكَايَا الْإِعْلَامِ عَنْهُ نِضَالٌ، ** وَخِصَالٌ، وَعِزَّةٌ، وَفَخَارُ
5 – وَحَكَايَا الْإِخْوَانِ عَنْهُ جَلَالٌ**وَبُطُولَاتٌ فِي الْوَغَى وَوَقَارُ
6 – وَحَكَايَا الْأَعْدَاءِ عَنْهُ سَرَابٌ**ضِمْنَ خَوْفٍ فِي مُنْتَهَاهُ انْبِهَارُ
7 – إِنَّهُ الْإِنْسَانُ الْأَصِيلُ بِطَبْعٍ؛** نَهْجُهُ الْوُدُّ وَالنَّدَى وَالْحِوَارُ
8 – مُؤْمِنٌ بِاللهِ الْعَظِيمِ تَعَالَى، ** مُسْلِمٌ وَالْإِسْلَامُ فِيهِ انْتِصَارُ
9 – عَرَبِيٌّ يَأْبَى خُنُوعاً وَذُلّاً، ** أَبَداً مَا أَتَى عَلَيْهِ انْكِسَارُ
10 – وَفِلِسْطِينِي فِي الصِّدَامِ تَرَبَّي،**كَخِيَارِ الْأَفْذَاذِ فِيهِ اقْتِدَارُ
11 – مِنْ حَمَاسٍ ذَاتِ الصُّمُودِ بِصِدْقٍ،**وَمَدَى الْأَرْضِ كُرْبَةٌ وَحِصَارُ
12 – بَاسِمٌ حِينَ الْبَأْسِ وَالْوَجْهُ شَمْسٌ**إِنْ تَزَكَّى عَلَي ضُحَاهَا النَّهَارُ
13 – صَابِرٌ حِينَ الضُّرِّ وَالبَالُ صَخْرٌ**سُمْكُهُ الْعَاتِي فِي الْخُطُوبِ جِدَارُ
14 – ثَابِتٌ وَالْجِهَادُ قَوْلٌ وَفِعْلٌ .. ** حَزْمُ عَزْمٍ وَمَا تَوَارَى الْقَرَارُ
15 – بَارِزٌ فِي الْأَمَامِ، رَأْسُ التَّحَدِّي،** ظَاهِرٌ كُلَّمَا تَرَدَّى الْغُبَارُ
16 – لَمْ يَكُنْ مِنْ صِنْفِ الَّذِينَ تَنَاسَوْا**دِينَ حَقٍّ أَوْ فِكْرُهُمْ مُسْتَعَارُ
17 – صَائِمٌ مُعْظَمَ الزَّمَانِ بِسِرٍّ ** وَعَلَى تَمْرَةٍ يَكُونُ الْفِطَارُ
18 – وَيُصَلِّي بَيْنَ الْفَرَائِضِ نَفْلاً**ذَاكِراً، وَالدُّجَى الطَّوِيلُ سِتَارُ
19 – سَامِقٌ بِالْخَيْرَاتِ فِي كُلِّ حَالٍ** ذَاكَ مَا عَنْهُ بَاحَ حِبٌّ وَجَارُ
20 – قِيلَ : هَذَا مَلَاكُ رَبٍّ حَكِيمٍ**جَاءَ لِلْأَرْضِ وَالبقاء اندثارُ
21 – قِيلَ : هَذَا جِنٌّ جَرِيءٌ زَعِيمٌ**بَرْقُهُ الرَّاقِي لِلْوُجُودِ شِعَارُ
22 – بِيَدَيْهِ الرَّشَّاشُ يَفْتِكُ فَتْكاً **وَشَظَايَا التَّحْرِيرِ مِنْهُ انْشِطَارُ
23 – بِالتَّصَدِّي لَا يَحْتَفِي لَا يُبَاهِي**بَلْ يَرَى أَنَّ الْمُغْرِيَاتِ انْتِحَارُ
24 – فَانْتِصَارَاتٌ أَوْ شَهَادَةُ عِزٍّ**وِفْقَ ذَيْنِ الْقَصْدَيْنِ سَارَ الْقِطَارُ
25 – كَتَبَ “الشَّوْك وَالْقُرُنْفُل” سَرْداً**فَرَوَي بَعْضَ مَا حَكَتْهُ الدِّيَارُ
26 – يَا لَوَيْحِ التَّارِيخِ وَالْجُرْحُ يُدْمِي ** وَثَنَايَاهُ قَدْ غَزَاهَا الْأُوَارُ
27 – مِنْ بَنِي صُهْيُونَ الْغِلَاظِ أَتَانَا** وَيْلُ عَصْرٍ وَنَكْبَةٌ وَاحْتِقَارُ
28 – وَقَعَتْ أَرْضُ الْقُدْسِ فِي فَمِ غُولٍ**جَاءَ مُسْتَعْمِراً فَحَلَّ الدَّمَارُ
29 – مِنْ جَمِيعِ الْأَقْطَارِ هَبَّ شَتَاتٌ** طَامِعٌ وَالتَّلْمُودُ فِيهِمْ إِطَارُ
30 – أَرْهَبُوا أَهْلَ الْأَرْضِ ثُمَّ أَدَانُوا**مَنْ بِحَقٍّ نَحْوَ السِّيَادَةِ سَارُوا
31 – لَمْ يَكُنْ إِجْرَامُ الْيَهُودِ قَلِيلاً** وَأَذَى الْغَرْبِ عِنْدَهُمْ مُسْتَشَارُ
32 – قَتَلُوا، أَحْرَقُوا، فَزَادُوا غُرُوراً** فَعَلُوا مَا لَمْ يَسْتَطِعْهُ التَّتَارُ
33 – وَتَوَالَتْ أَهْوَالُ قَهْرٍ وَشَرٍّ، ** إِثْرَ تَهْجِيرٍ .. بِالْإِبَادَةِ جَارُوا
34 – زَوَّرُوا الْأَمْسَ وَالتُّرَاثَ اتِّبَاعاً ** لَمْ يَعُدْ فِي الْآفَاقِ رَمْزٌ يُزَارُ
35 – مَا نَجَتْ مِنْ طُغْيَانِهِمْ ذِكْرَيَاتٌ ** أَوْ قُبُورٌ أَوْ حَارَةٌ أَوْ ثِمَارُ
36 – وَمَعَ الْوَقْتِ بُرْمِجَتْ نَكْسَةٌ فِي ** كُلِّ خُبْثٍ، وَالْفَاعِلُونَ شِرَارُ
37 – خَانَ مَنْ خَانَ مِنْ فُلُولِ الْقَذَى .. يَا ** وَيْلَهُمْ .. إِنَّمَا الْخِيَانَةُ عَارُ
38 – كَثُرَ التَّطْبِيعُ الرَّجِيمُ وَصَارَتْ ** لَعْنَةُ الْغَدْرِ لَيْسَ فِيهَا اعْتِبَارُ
39 – فِي هَوَانِ الْخذلان هَلَّ شَبَابٌ** ثَائِرٌ .. لَا لَا لَا تَسَلْ : لِمَ ثَارُوا؟
40 – كَسَّرُوا أَطْوَاقَ التَّآمُرِ جَهْراً ** وَبِآيَاتِ التَّضْحِيَاتِ أَغَارُوا
41 – رَفَعُوا الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ سِلَاحاً ** وَسَعَوْا وَالسَّعْيُ الْأَلِيمُ اخْتِبَارُ
42 – فَإِذَا السِّنْوَارُ الْمُفَدَّى بَرِيقٌ ** قَدْ سَمَا فَانْحَنَى إِلَيْهِ الْمَدَارُ
43 – بَطَلٌ فِي عَصْرِ الدِّرَاسَةِ لَمَّا** شَبَّ بِالْوَعْيِ وَالصِّرَاعُ سُعَارُ
44 – شَاعَ فِي الصَّامِدِينَ أَهْلِ التَّفَانِي**مَنْ -بِقَطْعٍ- قَدْ فَرَّ مِنْهُمْ فِرَارُ
45 – بَطَلٌ فِي السُّجُونِ وَالْقَيْدُ دَوْماً ** فِي يَدَيْهِ وَالْمِعْصَمَانِ احْمِرَارُ
46 – رُبْعَ قَرْنٍ فِي زَنْزَنَاتِ عَذَابٍ**وَرُؤَاهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ انْتِشَارُ
47 – خَطَّ أَطْوَارَ ثَوْرَةٍ بِرَشَادٍ ** حَضَّرَ الْحَرْبَ وَالْعَدَاءُ انْهِمَارُ
48 – بَطَلٌ فِي أَنْفَاقِ غَزَّةَ سِرّاً**وَعَلَى الْأَرْضِ إِنْ تَجَلَّى الْجَهَارُ
49 – قَادَ طُوفَانَنَا الْجِهَادِي لِحَوْلٍ ** فَارْتَضَاهُ كِبَارُنَا وَالصِّغَارُ
50 – قَدْ رَمَى الدَّبَّابَاتِ رَمْيَ رِجَالٍ**صَدَقُوا وَالْيَاسِينُ سَهْمٌ وَنَارُ
51 – بِشُوَاظِ الْجَحِيمِ قَاتَلَ جَيْشاً ** بَيْنَ أَنْقَاضٍ وَالْحَدِيدُ انْصِهَارُ
52 – وَدَنَا الْوَعْدُ وَالْمَدَافِعُ رَعْدٌ ** وَالتَّسَابِيحُ فِي الرُّكَامِ ائْتِزَارُ
53 – فِي رِحَابِ الْمُوَاجَهَاتِ ارْتَقَى مِنْ**ضِيقِ دُنْيَانَا وَالدِّمَاءُ بُخَارُ
54 – رَأْسُهُ فِي كُوفِيَّةٍ، وَيَدَاهُ ** فَوْقَ تَسْلِيحٍ، وَاللِّبَاسُ اخْضِرَارُ
55 – وَعَصَا أَمْجَادِ الصُّمُودِ تُنَادِي:**هَكَذَا .. مَا فِي الصَّامِدِينَ انْهِيَارُ
56 – قُطِعَتْ أَوْصَالُ الذِّرَاعِ وَلَكِنْ**مَا هَوَى بَلْ هَوَى الْعِدَى وَالْحِصَارُ
57 – سُحِقَتْ بِالْعَصَا مُسَيَّرَةٌ فِي ** لَحَظَاتٍ وَأَصْبَحَتْ لَا تُدَارُ
58 – ذَاكَ مِنْهُ رِسَالَةٌ ضِمْنَ رَمْزٍ ** مُبْتَغَاهُ لِلْخَافِقَيْنِ عِيَارُ
59 – نَصْرُ رَبِّي آتٍ وَلَا رَيْبَ قَطْعاً،**لَنْ يَخِيبَ الَّذِي بِرَبٍّ مُجَارُ
60 – يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ: قَصَّرْتُ، عَفْواً،**ذَا قَرِيضِي إِلَيْكَ مِنِّي اعْتِذَارُ
61 – أَنْتَ فَوْقَ الْفَنِّ الْبَدِيعِ مَقَاماً: ** تَضْحِيَاتٌ عُظْمَى وَذِكْرٌ كُبَارُ
62 – أَنْتَ لِلْأَحْرَارِ الْعِظَامِ مِثَالٌ ** وَلِعِرْفَانِ الصَّالِحِينَ اخْتِصَارُ.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اكتمل تحرير القصيدة في سعيدة
يوم 29 ربيع الآخر 1446 هـ
الموافق للجمعة 01 نوفمبر 2024
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
الإيضاحات : –
البيت 3 – السنوار : هو القائد الشهيد الرمز أبو إبراهيم يحي السنوار 1962 – 2024 رحمه الله تعالى.
البيت 11 – حماس : هي حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين.
البيت 24 – الشوكُ والقرنفلُ : رواية كتبها الشهيد السنوار وهو في سجن الاحتلال.
البيت 26 – النكبة : احتلال فلسطين في 1948 .
البيت 29 – التلمود : المرجع اليهودي الثاني بعد التوراة.
البيت 36 – النكسة : هزيمة الجيوش العربية أمام الصهاينة في 1967 .
البيت 50 – الياسين : سلاح من أسلحة المقاومة.
البيت 51 – شواظ : سلاح من أسلحة المقاومة.
البيت 57 – سحق المسيّرة بالعصا : آخر فعل جهادي صمودي قام به القائد الشهيد يحي السنوار وهو جريح دون ذخيرة قبل أن يرتقي رحمه الله تعالى وخلده في الفردوس الأعلى.