رأي د. أنور الموسى
سر هزائمنا وإبادتنا!
…فلنقر بأننا مجتمع استهلاكي لا ننفق على البحث العلمي، نستورد حتى المزروعات التي تتلف عندنا على أيدي الفساد والمفسدين!
أنهارنا ترمى في البحر بدل تصدير الفائض منها واستبداله بالنفط، مياه كاللٱلئ تصب فيها مياه الصرف الصحي! حمضيات تنافس برتقال إسبانيا وتحاكي برتقال يافا “تخمج” في مكانها بدلا من تشييد مصانع تنافس مشروبات أوروبا. مواد أولية ترمى في النفايات بدلا من تدويرها أو تصنيعها… حتى الحذاء والإبرة والخيط واللحم والتبغ مستورد عندنا ومدموغ بصفقات كبرى يستفيد منها من يفترض أن يكون أمينا على مستقبلنا…!
والطامة الكبرى على من يفكر بإنشاء مصنع أو مؤسسة منتجة… فكثيرا ما يواجه بقوانين متخلفة تجعل من ربحه نهشا للضرائب أو الحيتان… ولذا فضل كثر إيداع أموالهم في البنوك التي التهمت ما جناه الموظف أو المغترب أو العامل…
حتى المواد الأولية لتشييد مصنع أو معمل… قد تمنع من المرور لمستحقيها بذرائع واهية يغلفها النصب والاحتيال والسمسرات…
وفي ما يتعلق بالبحث العلمي، فإن السياسات شبه مغيبة لتشجيعه… ويعد في الكثير من الأحايين ترفا أو مشروعا كماليا في نظر القيمين على التربية أو التطوير…
مؤسف حقا ما يحدث لنا… والأغرب أننا نضطر إلى الاستيراد… والأخير له نتائج كارثية إذا ما علمنا أن المصنع يجبره لمصالحه وقيمه… والنتيجة التأثير العميق في قيم اطفالنا ومجتمعاتنا وحياتنا…
لكن عفوا… قبل الكلام على البحث العلمي… هل تحافظ دولنا على الأدمغة التي نخرجها من جامعاتنا ليتلقفها الغرب أو أميركا؟
تالله هذا هو عنوان هزائمنا وتخلفنا وإبادتنا….