الافتتاحية مجلة إشكاليات فكرية… مدرسة الحرية والتغيير
2016-10-31
مقالات
1,612 زيارة
بقلم د. أنور الموسى
الافتتاحية
مجلة إشكاليات فكرية… مدرسة الحرية والتغيير والإبداع
تعد الكلمة الحرة ركنا رئيسا من أركان التغيير والصراع؛ شريطة أن تلتزم بهموم المجتمع والحياة… ولعل القاسم المشترك ما بين النصوص الفكرية الجادة… تغليفها بإشكالية أو غير إشكالية… والإشكالية تتناول بالضرورة سؤالا أو غير سؤال تتنوع الإجابات عنه، وقد تصل إلى حد التناقض…
ولعل النص الإشكالي الذي تتطلع إليه مجلة إشكاليات فكرية… هو ما يثري الفكر المعاصر، ويرفده بمقومات النضوج والتطور…
ولما كانت النصوص والدراسات في العلوم الإنسانية ذات طابع إنساني، يقبل الرفض أو التأويل أو التأييد…تأتي الإشكالية لتقدم مؤشرات الانطلاق والدراسة والفرضيات والتقويم…
فالبحث مثلا مهما كان نوعه، ينطلق من إشكالية، وكذلك التحقيق والتقرير…حتى النص الإبداعي الأدبي والخبر والمقال…
عموما، إن الإشكالية هي الفكرة والبوصلة لكل عمل تأليفي جاد… وحين تنتفي الإشكاليات من النصوص، يغدو عملنا توليفيا، تجميعيا، مكرورا… لا يحرك شعورا، ولا يثير ردودا وانتقادات…آية ذلك، أن الإشكالية، تضيق نطاق الموضوع في زمننا؛ زمن التخصص… وتوفر على الكاتب الجهد والوقت، لتأتي دراسته أو كتابته متزنة منظمة مدروسة، تصل في النهاية إلى نتائج مقنعة… ومع ذلك، تبقى نتائج الدراسة نسبية تخضع للعواطف والعامل الإيديولوجي والثقافي…
وهكذا، فإن هذه المجلة التي تسعى عبر كتابها وأصدقائها، إلى تعميم ثقافة الإشكالية والكتابة والتأليف…تتطلع إلى التحريض على الكتابة، في كل فنون الكتابة الأدبية والعلمية والصحافية… آية ذلك، أنها خصصت أقساما للمقالات… والمقابلات والتحقيقات، والدراسات الجامعية والأبحاث، والمواهب والطلاب..والنوادر والفلسفات، والفنون والأشعار، والقصص والسرديات…. من دون إهمال قسم خاص “للأدب المنتفض” الذي سيشغل حيزا مهما…كون قضية “القدس” وفلسطين، من مؤشرات الالتزام والهوية والحق..
فما من قضية تجمع أحرار العالم…أكثر من هذه القضية، والغريب أن الكتابة فيها أدبيا، تكاد تضمحل… لذا، جاء قسم الأدب المنتفض، ليحث الكاتب العربي والطالب الجامعي… على الكتابة والإبداع.. في قضايا الأحرار، في كل اتجاهاتهم ورؤاهم.
وتنطلق مجلة إشكاليات فكرية من فرضية أن الكلمة تثور تقاوم تنتفض تواجه… ولا سيما إن صدرت من القلب، وروح الصدق… وترى في السياق نفسه، أن النص الأدبي أو الفكري، سيكون في يوم ما، وثيقة تاريخية وقانونية، تدين مغتصبي الأوطان، ومنتهكي الحقوق، ومقترفي المجازر الإسرائيليين…
وتشكل هذه المجلة، ردة فعل مباشرة على إغلاق صفحة ناشطة على الفايسبوك، بعنوان: دراسات.ثقافية.تراثية.في.الجامعة.العالمية… تلك الصفحة التي حاولت تأدية الدور نفسه الذي ستؤديه هذه المجلة… بيد أنها أغلقت بلا إنذار، ربما لأنها رفعت راية الحق، وشجعت بقوة على تأليف نصوص فكرية تدين الظلم والإحتلال…
وترحب المجله هذه بكل الأقلام والاتجاهات والأفكار، عملا بروحية الانفتاح، وقبول الآخر… فهي مجلة تنبذ التعصب واحتقار الآخر، وتقرن الفكر بالعمل الإنساني، وتشجع على روح التعاون، والتطوع الفكري،… وتحرض بقوة على تنمية المواهب والأقلام الجديدة…
وترفض المجلة الإرتهان لأي تيار سياسي أو مذهبي… فهي للجميع، وكتابها من كل الأطياف..
وتحاول المجلة ربط التعلم الأكاديمي أو المنهجي بوسائل التكنولوجيا الحديثة؛ كونها مرتبطة بكل وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك، والتويتر… فضلا عن أنها ترشد الباحثين والطلاب إلى مكتبات عالمية، وكتب إلكترونية مهمة…عبر زاوية الصفحات الصديقة والمكتبات…
وتخضع الموضوعات التي ستنشر إلى تدقيق لغوي وتصويب… ليس انتقاصا من شأن الكاتب، إنما لردم أية فجوة قد تكون غير مقصودة، فضلا عن تقديم ملاحظات مباشرة لذوي المواهب…عبر تصويب نصوصهم…
وأسرة المجلة، هم متطوعون، لديهم إصرار على الكتابة، والتعاون… يتطلعون إلى ربط المجلة بأعمال أكاديمية وفكرية جادة؛ كتنظيم ندوات ثقافية، ودورات صحافية، ودورات في البحث العلمي، والتدقيق اللغوي…
ولا تنسى المجلة المناسبات والمجتمع، حيث أفردت له قسما مهما، ولا تهمل أيضا التربية وعلم النفس، وأدب الطفل…
باختصار، فإن مجلة إشكاليات فكرية التي تجمعنا، هي مدرسة نطمح بأن تحفز الفكر العربي على التساؤل… والبحث عن السبل الناجعة، لقهر التأخر والتقهقر والتراجع، والتفتت، والتقاتل المجاني… الذي يهدم التاريخ والجغرافيا والتراث…!