نرجسية الأنثى في ديوان “مذهب الحب قلبي خفق”
بقلم ريما جشي
يطالعنا الشاعر د أنور الموسى في ديوانه “في مذهب الحب قلبي خفق”؛ بصورة لافتة للمرأة أو الأنثى… هي صورة النرجسية الواضحة والراسخة في السلوك والتصرفات والعلاقة مع الآخر..
فالنرجسية تعني في التحليل النفسي حب الذات…وهي تعود لأسطورة نرسيس اليونانية حيث التعلق بالنفس وحب الذات…
فمع أن الشاعر يعلن في قصيدته الأولى المعنونة بعنوان الديوان في مذهب الحب قلبي خفق.. أن قلبه خفق لنصفه الآخر… يركز في قسم كبير من ديوانه على مسألة نرجسية الأنثى من خلال تصوير غرورها وانانيتها وحبها لنفسها…
فتحت عنوان مجنونة بعد الوداع… يطالعنا الشاعر بالأنثى النرجسية المستسلمة للفشل…. فيعالجها بالنصيحة والدعم النفسي…
وفي قصيدة حفرت قلبها بهجري… ترتسم صورة نرجسية أخرى للأنثى في علاقتها بالآخر الشاعر.. حيث تركض وراء الغنى والمال… لترضي أنانيتها.. لكنها فاقت متأخرة على الخداع؛ فأصيبت بالجرح النرجسي…
ونرجسية الأنثى تظهر في الوداع.. ولعل هذا ما صورته قصيدة توجتني ملك قلبها… حيث ودعت الشاعر مرتين…ص٢٧
والواضح ان نرجسية الأنثى تعود إلى طفولتها المأزومة حيث التربية المهتزة والتكنولوجيا الخبيثة التي حلت مكان الأم…
ولعل للاب دورا في نرجسية المرأة.. حيث التشرذم الأسري والفراق والمشكلات المستعصية…
ولا شك في أن الأنثى النرجسية تعاني من عقدة نقص.. وشعور بالوهن والضعف..
وكل ذلك يدفع الى دراسة الديوان دراسة نفسية لاظهار سيكولوجية المراة في علاقتها بالاخر…
الديوان باختصار.. يصور المرأة النرجسية في اخفاقاتها وقلقها ووداعها وتعلقها وحبها وكبتها… ناهيك بالعقد النفسية التي تحيطها كعقدة الكترا…وكاني بصور الأنثى تحيل الى اسطورة اندروجين حيث يبحث النصف عن الآخر ولا سيما بعد فشله واخفاقاته…