لبيروت…= عروس يقظتنا = للشاعر الأستاذ حسن مرتضى
2020-08-17
واحة الشعر والخواطر
480 زيارة
-(( لبيروت ))-
كلنا ( كهلٌ ) إسمه
—— لبنان ——
——————–
= عروس يقظتنا =
قصيدة من ديوان :
“لا مفرّ من السراب”
للشاعر حسن مرتضى
في 2 _ 3 _ 1990
============
============
= عروس يقظتنا =
__ 1 __
نزولاً عند رغبة كهلنا
ونيابةً عن روحه المتطفلةْ
أروي لكم أن القضية
لم تزل أحداثها تجري
كما شاءت عروس البحر
أو طِبقاً لما سيكون
فالمقتول أشعل يقظتي
بعد انقطاع الرأس والأطراف
عن عاموده الفقري/
أي بعد احتضار الوعي
في أعماق باطنه/
وأوصاني بتشريح القضية
قبل أن أتقمص القاتل
وأنشل جثتي
من باطن المقتول …
# # #
__ 2 __
ستنهض من مرايا الموت
ذاكرتي
لتذكر ما تيسر من
رياح الصمت بالصمتِ …
وأول من أطل عليَّ عكازٌ
لها عينان
تسحب خلفها جسدين
من تعبٍ
وذاكرتين من تعبي …
كأنهما صدى روحي
وطفلة صمتيَ المحتل /
تبتدئان من رئتي
وتشتعلان بين القلب والكبدِ
كعاصفتين تلتقيان
عند مطالع الإعصار
قرب الفجر
دون سفينة الجسدِ …
# # #
__ 3 __
حرارة يقظةٍ ملأت ضريح الصمت ؟
أم لغةٌ تناثر حرفها بزجاجة الطوفان؟
————————————-
تناهينا صدىً ودخان
وما زلنا على وشك التنفس
ياشبيهي في الغبار …
لمَ الغبار ؟ …
إني أراك كما تراني واقفاً
عند اشتعال الشيب
في الأفق البعيد
على شفير الهاوية :
أستقبل الأرواح …
أجمع شملها
بزجاجةٍ شفافةٍ كالشمس /
خذها من يدي …
آهٍ … لقد سقطت …
………………….
تناهينا صدىً ودخان …
# # #
__ 4 __
تناهى كهل يقظتنا …
تشتت كهلنا العربيُ
فتٓته التيقظ باكراً …
ثم التطفل …
كان أسرع من رياح الأرض/
أسبق من ديوك الجن /
لملم شمل أديان الخليقة
ثم صلّى وانتحر …
فُتحت له كل المقابر _
حرّض الموتى
وخاض غمار صمت الصخر
منذ العالم الحجريٓ
حتى البحر …
قومي يا عرس البحر
ها إني أتيت …
ألا تريدين السهر ؟! …
….. …………………
— هات الهوية يا ولَدْ …
……………………….
— كهلٌ يقال له ولَد ؟!…
# # #
__ 5 __
أعطاهم الثلج المذوبَ والهواء :
جباله … وسهوله …
سمّى لهم : أسماءهم …
: أديانهم …
: أديان إخوته وإخوتهم …
: بنيهِ …
: أصدقاء حليفهِ وحليفهم …
: رفقاءه ورفاقهم …
: لم ينس : بسم الله …
: بسم الأب والأبناء …
: باسم الروح …
: باسم القدس والعذراء …
: قدّم آية الإنجيل بالخدين …
: قدّم آية الشعراء …
: قدّم سورة الكرسي وصورتها
وتذكرتين : لائحة الدواء //
وبعض أعراض المرض …
……………………….
كهلٌ يقال له وَلَد ……..
…………………………
# # #
__ 6 __
أخذوا هويته دماً /
سدوا الطريق
وأقفلوا باب المساء
وأطفؤوا من وجههم
لون البشر /
وكأنهم قد أشعلوا بيروت
وابتدأ الشرر :
عيناً على الظلمات /
والأُخرى على طقسٍ غريبٍ /
أطلقت عيناه آلاف العيون _
كأنه طيرٌ عجيب الطور _
يرغب في السهر …
حتى إذا بانت عروس البحر
تنفرج الهموم
وينجلي وجه القمر …
لكنها بيروت
فاجأها نزيف المشهد الدمويّ
— فاجأها فطافت /
ثم غنت للوفا :
( لبيك ياكهل الوفا لبيك )
وانتحرت
على بحر انتحار الطائفة
……………………………
# # #
__ 7 __
— أتغير الإيقاع فوق البر ؟..
— ما ماتت عروس البحر —
لكنّا شربناها
لتسكن في خلايانا
وتأكل من لباب العظم
ملح الجمر …
ما ماتت عروس البحر
لكنّا قتلناها وما زلنا
على إيقاعها نلهو …
ونُحسب من ضحاياها …
…………………………..
# # #
__ 8 __
تناهى كهل ماضينا
إلى طفلٍ على جبلٍ
يدحرج بالعصا
أشتات يقظتهِ …
……………………
طواحين الخريف تثاءبت
والغيم أبرق للنوارس
والرمال على الشواطئ
هيأت أوتارها
عرساً لهذا القادم الجبليّ
/ من يدري بجثتهِ/ ؟!؟
…………. …………….
تناهى طفل يقظتنا
إلى وطنٍ
على مهلٍ
يُجَبر بالأغاني
ما تكسر من عظامٍ
تحت صخرتهِ ….
…………………..
# # #
__ 9 __
أيترك للعروس على الموانئ
بعض قامته النحيلة ؟ ..
— صار جسراً للكلام
يعدُّ أطناب الضحية
من حدود الإغتصاب
إلى حدود الإقتتال
إلى بقايا أمةٍ سكرى
بأسلاف الزمان …
يعد أوجاع القضية
في أقاصي يقظةٍ غرقى
بألوان الدخان …
يعدُّ آتيهِ وآتينا
وينسى أنه قد مات …
…………………………….
في 2 __ 3__ 1990
……………………………..