السبت , فبراير 22 2025

من وحي الغربة

بقلم الدكتور عبدالله العلي

آهٍ منَ الغربةِ كم قَتلتْ فينا
أفراحاً وأبعدت عنا أهالينا

تغدرُ بنا في كلِّ حينٍ بقسوةٍ
وترجو أن نبقى جميعاً مساجينَ

في زنازينِ فُرْقَتها ملوحةً
للفرحِ الجميلِ لينسى ماضينا

ماضينا الذي قضيناهُ معَ الأهلِ
فرحاً وَرغمَ الفقرِ كنا راضينَ

تحاولُ دوماً أن تبقي تعاستها
صنماً نقدسهُ ليلاً ونهاراً راجينَ

من صاحبِ الأحزانِ نرجو رضىً
يشحذُ حزننا حتى نبقى باكينَ

طوال العمرِ القصيرِ الذي ما
امتلأت  منْ فرحهِ يوماً خوابينا

بلْ قدْ جمعنا منَ التعاسةِ أكواماً
تنزلُ بنا للثرى لا ترتقي فينا

تاللهِ ما أَحبَّ الغربةَ أحدٌ إلا
وكانَ مجنوناً بلْ زعيمُ المجانينَ

فمنْ ذا الذي يفضلُ زوجةَ أبيهِ
على أمِّهِ فالوطنُ أُمُّ المقيمينَ

فوا شوقاهُ إلى حضنِ أمِّي
لأخرجَ فيهِ دمعاً تعبَ التائهينَ

وإني على كِبَرِ سنِّيِ مشتاقٌ
فحضنُ الأمِّ أمانٌ للراشدينَ

ويَالِعِظَمِ الحنينٍ إلى كتفِ أبي
الذي لا نكونُ بجوارهِ ضعيفينَ

كالجبلِ يُثبِّتُ الأرضَ بقوتهِ
حتى نصيرَ بينَ يديهِ شديدينَ

فيا زائراً وَصّلْ سلامي لَهُمُ
عسى السلامُ يَحكي أمانينا

الدكتور عبدالله العلي