الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقالات / أين دور النخب الفكرية في توعية الثوار؟

أين دور النخب الفكرية في توعية الثوار؟

د.محمد عبد العزيز يوسف

في أحداث الثورة الفرنسية العظيمة جاؤوا برجل إليها ، قالوا لها : هذا لم يحصل على رغيف واحد منذ أيام، فقالت ماري أنطوانيت : فليأكل ” الكاتو..” .
هذا الأمر يستحق وقفة نقدية ، فالخارطة الإدراكية عند ماري أنطوانيت لا تستوعب انعدام البدائل ، فهي ربيبة القصور ولا تعرف الفقر والمجاعة ، أمر طبيعي أنها سرعان ما تصورت حلولا أخرى..
فإذا كانت تلك الخارطة تتشكل في الفرد والجماعة نتيجة ظروف بيئية ومعيشية معينة فيا لهول المصاب .
إن ما نلاحظه اليوم في الوطن العربي بما فيه لبنان من عدم القدرة على التواصل والتفاهم بين الطبقات الحاكمة وشعوبها يرجع في أساسه إلى حالة القطيعة التامة على مستوى الإدراك والتشخيص لكل الأزمات .
كيف لإنسان يعيش نمطا من الحياة بعيدا عن هموم وأوجاع الملايين من الناس أن يتجاوب مع مطالبهم ؟!
الأمر ليس سياسيا فحسب فالعامل السيكولوجي حاضر وبقوة، كيف تفسر تلكؤ وربما تخاذل الطبقات الحاكمة في الإستجابة لمطالب الثائرين على مساحات الوطن العربي ؟
ولعل ما نسمعه من عامة الناس في الشوارع يؤكد حالة القطيعة التامة بين الطرفين .
أمر خطير للغاية غياب القانون و المؤسسات التي من المفروض أن تلعب دور الوسيط بين الشعب والطبقة السياسية .
في ظل هذه الفجوة وحالة القطيعة ، لا بد من نخب المجتمع الأكاديميين والمثقفين أن يضطلعوا بدورهم في الساحات وتوعية الثوار لمسألة صياغة برنامج إنتفاضي بناء ورؤية واضحة لمطالبهم، وإلا فليقودنا أمثال ماري أنطوانيت وزوجها وليحكمونا أبد الدهر بسلطة أبوية متسلطة ولنثقف أنفسنا بهكذا أنماط من التسلط من أجل تحسين شروط العبودية ليس إلا !

د.محمد عبد العزيز يوسف