الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقالات / الأسباب النفسية لثورة الشعب اللبناني على حكومته ونوابه ورئيسه!

الأسباب النفسية لثورة الشعب اللبناني على حكومته ونوابه ورئيسه!

الأسباب النفسية لثورة الشعب اللبناني على حكومته ونوابه ورئيسه!

بقلم أ.د.أنور الموسى

وأخيرا، بعد أن طفح الكيل، ووصل النهب بمقدرات البلاد والعيال إلى الذروة، فعلها الأبناء وثاروا على قادتهم (أبيهم) وسلطتهم ورموزها!
…حتى إن اعدادا غفيرة من أنصار الأحزاب.. انتفضت بقوة على نوابها وزعمائها… وكذلك الحال بالنسبة إلى المنتخبين… فهم أيضا ثاروا على سلطة الأب…! وحتى الساكت على مضد من الشعب، أو الجالس خلف شاشة التلفاز.. يشجع المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات… لكن ما الباعث النفسي لهذا التمرد؟
الإجابة الصريحة نجدها واضحة في سيكولوجيا الجماهير والقيادة.. مع كل ما قيل بشأن الهرج والمرج والرقص والغناء في بعض الاعتصامات.. إلا أن ذلك سواء أكان مفبركا أم حقيقيا،لا يمنع من وجود حقيقة سيكولوجية دفعت الملايين إلى الرفض أو الثورة في وجه السلطة…!
بعبارة دقيقة، وتبعا لسيكولوجيا القيادة، يرمز القائد (هنا النواب والوزراء والرؤساء.). إلى الأب… وسلطته.. والأب حتى يكون بمنأى عن اعتراض الأبناء ينبغي أن يتحلى بالعدل والحرية والسلطة لا التسلط.. ومتى فقد واحدة من تلك الأقانيم.. ثار عليه أبناؤه بشكل عنيف قد يصل إلى القتل والقتل السادي أحيانا…
ففي لبنان، وجد الأبناء اي الشعب،أن الأب تنازل عن صفة عدله، فبدأ يجلدهم بالضرائب راميا عليهم جمرات ساديته لنهبهم… ذاك النهب الذي استمر عشرات السنوات، ما ولد حقدا دفينا مكبوتا.. انفجر مؤخرا مهددا أركان الدولة ورموزها…
وفي المقابل، كان الأب أي السلطة هنا، معتمدا على أبناء متملقين انتهازيبن في حملاته واستتباب حكمه. هؤلاء استفادوا من سلطة الأب الحاكم ولا عدله في وضع الرجل غير المناسب مكان المناسب… ودخل كل الأبناء في السابق في منافسة أخوية ولدت كبتا وثورة عند الاخوة غير المتملقين للأب غير العادل.. لكن الأبناء المنافقين في المقابل ورطوا أباهم القائد كونهم شجعوه على نهبه وفساده…!
بالعودة الى خصال الأب القائد أو ذي السلطة… فيلاحظ ان لثورة الشعب عليه بواعث اخرى تتعلق بسوء استثمار سلطته، حيث تحولت إلى تسلط، وانتفت من شخصيته ميزة الحرية، فبات مرتهنا للمال والدول الأخرى والمصالح… وسط سلوك تحايلي يسقط على الآخر التهم والعمالة والفساد.. مستثمرا الطائفية البغيضة التي تلعب على أوتار التفرقة بين الأبناء حتى يستمر مسيطرا..
باختصار، ممثلو السلطة بالإجمال ينبغي معالجتهم كونهم مرضى أساسا، وبعد ذلك تعليمهم دروسا في الأخلاق والسلطة وسيكولوجيا القيادة!