يا نصيب اللبناني!
2019-10-02
واحة الشعر والخواطر
414 زيارة
بقلم د.حسناء بو حرفوش
يا نصيب اللبناني
ما رأيت شخصية أكثر جدلية واثارة للفضول كما باعة اليانصيب، خصوصا في لبنان الذي اختلف فيه النصيب، فأكل نصيبه من الجمال ونصيبه من الخوف ونصيبه من الغنى ونصيبه من الفقر. ففي هذا البلد المحظوظ ببقعة حلم قبالة المتوسط، لا يعول الناس إلا على النصيب حين تخفت الآمال وتنخفض أسهم الثقة بالدواوين الحياتية.
وللبائع الجوال نصيب من الجهد والشقاء، ف “نصيبه” يبدأ مع بزوغ ساعات الفجر الأولى، ومحطاته متنوعة واهمها بالقرب من اشارات السير ولو أن الزحام ما وفر اوتوسترادا ولا زقاقا.
يتنقل بين السيارات ويلتقف النظرات الحائرة. في مروره الغريب ومضة سحر تاخذ المتأففين من الضجيج نحو عالم من الخيال.. ماذا لو فزت بالورقة الرابحة؟ ما هو رقم حظي؟ هل أقسم الثروة المعلنة أم اخفي فرحتي في جيبي؟
باقة التخيلات هذه يحملها رجل نصبته أوراقه دلالا للفوز، وخانته ملابس الخسارة. رداؤه المرقع بألف “ضربة حظ” وحذاؤه الذي أضاع فرصا كبيرة يدعونا للتساؤل حول النصيب بذاته.
هل يفوز هذا البائع يوما بورقة اللعب؟ هل يضحك له النصيب فعلا أم أنه من أصحاب “الحظ القليل”؟
خاطرة مرت ببالي.. يا له من حظ! دامت الحظوظ السعيدة رفيقة الدروب.
د. حسناء بو حرفوش