الأحد , فبراير 23 2025
الرئيسية / مقالات / هل عادت الحقوق لأساتذة الجامعة اللبنانيّة؟!

هل عادت الحقوق لأساتذة الجامعة اللبنانيّة؟!

هل عادت الحقوق لأساتذة الجامعة اللبنانيّة؟!
بقلم أ. د. أنور الموسى

روي أن ثعلبا نصّب ملكا على الفراخ ليحميهم، وفي كل يوم كان الفراخ يفقدون واحدا منهم… فاشتكوا لملكهم الثعلب الذي اشترط عليهم أن يقدموا له فرختين يوميا، فقالوا له:.. لا تحمنا، وفي اليوم الثاني فقدوا خمس فرخات، فهرعوا يستنجدون بالثعلب وقالوا له: خذ ثلاثة واحمنا!
مناسبة القصة ما أقر في مجلس النواب من بنود تتعلق بالجامعة وعدها كثيرون من أهلها مكاسب أو انتصارا تاريخيا… فيما شكك آخرون بهذا الإنجاز ورأوا أن ما حصل هو عملية تقليل الخسائر كون الأخيرة وقعت في غير ميدان!
فصحيح أن المنح ألغيت منها كلمة التخفيض التدريجي في الاقتطاع السنوي، لكن الصندوق مس به ولو لمرة واحدة!
وصحيح أن الجامعة استثنيت من منع التوظيف؛ لكن الملاك والتفرغ ملفان لا يزالان في رئاسة الجامعة!

وصحيح أن الرواتب لم تمس، لكن المس الخطير طال المعاش التقاعدي! وكأني بالسلطة تقول للأساتذة: حسابكم لما تتقاعدون سيكون مضاعفا!
فضلا عن أن الدرجات لم تتحقق وهي بقيت في خانة الوعود!
وهناك من سيرد، ويقول: كسبنا السنة الذهبية والحق بالمعاش التقاعدي ب١٥سنة خدمة،..!
ومع ذلك تبقى بنود أكثر حيوية لا تزال ملحة… منها استقلالية الجامعة والانتخابات الطالبية، والدرجتان… والميزانية والمباني الجامعية وموازنة البحث العلمي…
في المحصلة، ما يعده بعض المسرورين انتصارا لا يعدو كونه منع السلطة من المس بالمكتسبات كثيرا، لأن المس طال الجامعة فعلا ولو بدرجة قليلة.. والسؤال هنا.. هل سيأخذ الأساتذة العبرة مما حدث من خلل نقابي؟ وهل سيبقون متيقظين مع موازنة ٢٠٢٠؟وهل سيعيدون رص صفوفهم بعد موجة الآراء المتناقضة في التعاطي مع وعود السلطة؟

يبدو أن الإجابة عن الأسئلة السابقة أكثر أهمية مما تحقق حتى الآن.. لأن الإنجاز الحقيقي يتحقق حين يبقى أهل الجامعة متكاتفين في سبيل حقوقهم.. وحين يكونون في خدمة الجامعة لا أي طرف آخر كالاحزاب! وحين يقدمون انتماءهم لجامعتهم على أي انتماء آخر!