. بقلم الكاتبة سارة بيطار
حملٌ ثقيل
خرج من المسجد بعد صلاة الفجر محني الظهر؛ يمشي بخطوات ثقيلة كأنه يحمل شيئًا ضخمًا غير مرئي… طويل القامة، يلبس بنطالًا أقصر من ساقيه، بيده مسبحة عتيقة؛ راح يداعب حباتها وهو يتمتم بالأذكار، ثم يتوقف عنها بضع لحظات رافعًا رأسه وكتفيه إلى السماء، ليهمس باكيًا: “يا رب!”.
۞۞۞
قبل أن يصل إلى بيته بقليل استوقفته امرأة يعرفها… نادته بصوت مرتجف: “أبا محمود”، فتأملها مستغربًا! وجهها الندي متكدر!
هي جارتهم الأرملة سامية، ليس لها في الدنيا سوى ابنها فؤاد؛ المراهق ذا الطباع الغريبة. لطالما التجأت إليه تشكو ضعفها وقلة حيلتها في حل مشاكله التي لا تنتهي. ترى ما الذي دعاها للخروج في هذا الوقت المبكر؟
طالعها أبو محمود بعينيه الحانيتين، فلطالما اعتبرها ابنةً له: “ما بك يا ابنتي؟” كانت نظراتها المترددة تلمع في عينيه التي طالما كشفت مكنوناتها وحوائجها، فأجابته بسؤال غريب: “ترى؛ هل تسامح من أخطأ في حقك وآذاك إن طلب المغفرة؟”
ارتعد الرجل من حالتها وغرابة سؤالها في هذه الساعة؟ ترى ما وراء هذا السؤال، وفي هذا المكان؟ دمدم أبو محمود: “خيرْ، اللهم اجعله خيرْ، تفضلي يا بِنتي، خالتك أم محمود ناطرتني مع فنجان القهوة متل العادة، شرفي آنسينا، البيت بيتك”.
هم بالدخول، لكن المرأة أوقفته بإصرار وقد زاد ارتجافها حتى ظهر جليًّا على شفتيها وتشنج أوصالها كافةً، قالت له بعد أن مسحت دمعةً منكسرةً من عينيها: “جاوبني يا عمي! فيك تسامح اللي آذاك إن طلب المغفرة؟”
غاص الرجل في فكرة رعناء تبادرت إلى ذهنه بغتةً. لطالما كان رجلًا متسامحًا، وطالما عاش بسيطًا لا يؤذي أحدًا، ولم يتعرض لمحن كبرى في حياته سوى يوم وفاة والديه. كانت سيرته الذاتية لا تزيد عن كونه فران الحي الأشهر، يعيش مع زوجته في منزل صغير حيث لم ينجبا الأطفال لسبب لا يعلمه إلا الله. لم يمد يده يومًا لمخلوق، ولا احتاج أحدًا غير الخالق. لم يعرف الهم على حقيقته سوى منذ شهور. ذاك الحلم المشؤوم!
***
في أحد أيام الشتاء أقنعته زوجته ذات الخمسين عامًا بأن يقترض مبلغًا لتجديد الفرن وشراء عجانة اصطناعية وبراد، كان هذا برأيها ما سيضمن لهما مزيدًا من الزبائن وخاصةً أنه موسم دراسي في هذه المنطقة التي يعتمد فيها الأهل على المناقيش في فطور أولادهم.
كانت صيدا القديمة كلها تحلف بمناقيشه الشهية والمخبوزة على الحطب، هو الوحيد الذي أبقى سعر منقوشته بمئتين وخمسين ليرة، بينما كانت تُبَاع في الأفران الباقية بضعف الثمن في زمن غلاء كل شيء بعد انتهاء حروب لبنان الخارجية والأهلية.
كان يحب الأطفال جميعًا، بل ويشعر أنه أبوهم أيضًا، وكثيرًا ما كان بعض الصبية يأتون جائعين إليه عشاءً، فيمدهم بمناقيشه دون أجر، وكثيرًا ما كانوا يساعدونه طوعًا في تنظيف فرنه يحاولون رد عطاياه الدائمة، وكان يقبل مساعدتهم حتى يأنس بوجودهم مزيدًا من الوقت لا أكثر، فبالرغم من بلوغه أعتاب الستين إلا أن قامته الضخمة، وبنيته القوية كانتا تساعدانه على الاعتماد على الله، ثم على نفسه كما كان يقول دائمًا.
اقتنع بعد فترة وجيزة من الزمن المتواصل ذا الفعالية والتأثير. قال لنفسه معزيًا: “لا بأس من التغيير، بعض الليرات الإضافية ستعيننا أنا وزوجتي في آخرتنا، طالما أننا لم نستطع إنجاب محمود ليعيننا لا بد من وجود ما نتعكز عليه في أرذل العمر”.
۞۞۞
اقترض المبلغ من صديقه الأوفى أبا خالد اللحام، ووعده بالسداد من الأرباح الموعودة في نهاية الموسم، وذهب إلى بيته يحلم بفرنه الجديد كطفل ينتظر قدوم العيد.
قرر أن يطلي كل الجدران السوداء ليعيد إليها لونها الياسميني الفاتح، وصار يتخيل صوت العجانة الآلية تعمل بكد بينما يحضر الألواح والحطب وفرنه لاستقبال التلاميذ والعمال صباحًا. لشد ما كان يتأملها وهي تعمل بدقة في أفران أخرى، كان يحسد قدراتها الخلابة التي لا يستطيع البشر مجاراتها.
أما زوجته فكانت أشد منه غبطةً، وقد هنأت نفسها على سداد فكرتها التي ستنتشلهما من القلق المختبئ وراء الباب كل أول شهر لدفع إيجار المنزل والفرن، فبالرغم من شقاء زوجها طوال النهار –حيث كان يستيقظ وقت الفجر ليعجن الطحين، ويبقى واقفًا حتى الظهر، ثم يرتاح قليلًا في المنزل ليعود عصرًا إلى فرنه ليبدأ دوامه الليلي– إلا أنه مع كل هذا كان لا ينتج سوى ما يمكنهما من دفع التكاليف المتوجبة.
إيقاع حياتهما كان ثابتًا حدًّا جعل الملل والتعب شيئًا مألوفًا، فمنذ أن مات حلم الزوجين في الإنجاب اقتصرت حياتهما على العمل، ومساعدة أهل الحي في أمورهم المعيشية؛ أقله من خلال الاستماع والنصح.
***
في اليوم الموعود، ذاك اليوم الذي سيخلق لهما عالمًا جديدًا. كان يفكر: “وأخيرًا، ستستبدل الأدوات البالية بأخرى أكثر حداثةً ونشاطًا، سيتغير النبض، وستزيد دقات القلب البليدة، هناك ما يدفعها لتجديد الطاقة”.
انتظر وقت الضحى بكامل أناقته. الفرن مُقفَل اليوم. على الطلاب تدبر أمورهم من الأفران المجاورة يومان أو ثلاث، وسيفتَح من جديد بحلته الجديدة. ستساعده زوجته صباحًا في تلبية الزبائن حتى يجد مساعدًا آخر، كما عاهدته على تحضير خلطات جديدة.
“لِمَ يبقى الفرن محصورًا في مناقيش الجبنة والزعتر وهي موجودة؟” ستحضر له مكونات أخرى، وراهنته على النجاح، ستكتب له لائحةً كبيرةً تتضمن هذه الأصناف كالكشك والخضرة، واللحم المفروم مع البندورة والبصل، السبانخ مع السماق الشهي، وغيرها… سوف يقبل عليهم زبائن جدد حتى من الأحياء البعيدة!
قال أبو محمود لزوجته التي كانت تهرول محاولةً اللحاق بخطواته السريعة: “لمَ خبأت هذه الفكرة إلى الآن؟” ضحكت معاتبةً إياه كي يبطئ خطواته بما يشبه المزاح: “لك يا رجال، أنا من طولك لحتى أقدر جاريك؟ عمهلك علينا شوي!”. ضحك العجوز مع زوجته القصيرة، وعلت قهقهته حتى بانت وجبته الاصطناعية بأكملها.
وصلا إلى المحل المقصود عند الساعة العاشرة، واختارا ما يناسبهما دون تأخير، ثم ترك الرجل لزوجته ساحة المعركة للظفر بآلتهما بالسعر المناسب. حاول البائع إقناعها بشتى الطرق: الأسعار المحدودة، تميز بضاعته ونوعيتها في كل السوق… كان خبيرًا بحيل النساء اللواتي يتمتعن بهذه المهارات التعجيزية، لكن خبرته هذه لم تنفع أمام ثبات أم محمود، وقدرتها على الصمود. فازت في المعركة أخيرًا، وأشارت لزوجها أن يدفع النقود.
أخرج الرجل كيس القماش من معطفه ذا الجيب السحري، وعندما فتحه لم يجد سوى بضعة أوراق بيضاء بدلًا من النقود. دارت الدنيا وكأن يوم القيامة قد حل في لحظة، هوى الرجل على الكرسي، وقامت الدنيا ولم تقعد. حاول البائع تهدئة المرأة التي جُنَّت من هول المفاجأة واحتار فيما يفعل، المرأة تولول بلا انقطاع تكاد تمزق نفسها من وقع المصيبة، والرجل شارد في عالم آخر وقد أُصِيبَ بالذهول.
أهكذا يضيع الإنسان في لحظة؟ أهذا إذًا غدر الزمان الذي طالما عانى منه البشر على مر العصور؟ من ذا الذي يسلب أحلام الفقراء يا ربي؟ من ذا الذي يسرق حلم عجوزين في ميتة حسنة؟
أمسك أبو محمود بيد زوجته ورفع رأسه بصعوبة ناظرًا في عينيها، ولم يزد على كلمتين: “الله بيعوض!”
لم يبقَ أي مار لم يسألهما في طريق العودة: “شو؟ جبتوا العجانة؟” … “إيمتا الافتتاح؟ ما بدكن تعزمونا عمنقوشة؟” … شو؟ الهيئة قد ما مبسوطين صادمتكن الفرحة؟” …
وجمل كثيرة، لا تُعَد ولا تُحصَى، لم يسمعا منها أي شيء تقريبًا. كانت طريق العودة هذه أطول مسافة مشياها منذ أن وُلِدَا، ها هو الزمن يهزمهما للمرة الثانية، ها هي الخيبة تعلن عدم استحقاقهما جائزة الترضية التي توقعاها.
أخرس الحزن الزوجة الثكلى على حلمها مدةً طويلةً، أما أبو محمود الذي استمر على كلمتين لا ثالث لهما فقد كبر عدة سنوات دفعةً واحدةً، كان يجيب كل سائل بهما دون زيادة أو نقصان. “الحمد لله”.
عاد إلى عمله راضيًا بقسمته، كان يواسي زوجته بأن الله سيعوضهما في الدار الآخرة، وظل متماسكًا رغم القلق الذي كان يسيطر عليه كلما تذكر موعد سداد الدين إلى صديقه، وقد أمنه منذ البداية ألا يتأخر حيث يحتاج المبلغ في موعده المحدد.
***
داهمت فكرة لعينة رأس العجوز متجاوزةً كل النوايا الحسنة التي تكذبها وتتصداها، استقرت نظراته في عيني المرأة المسكينة، اتضح كل شيء دفعةً واحدةً، لاحت الحقيقة جليةً كوضح النهار، كانت زوبعة من الأحاسيس المتضاربة تغوص في عقله. يسترجع الأحداث المنطقية، فيقارنها مع توقعاته وإيمانه بالمعدن الطيب!
اندفعت الكلمات منه دون إذن: “هل هو السارق؟ فؤاد؟”، زاد شحوب المرأة إذ اقتربت لحظة التجلي، ناشدته أن يستمع للقصة كاملةً، وطلبت منه أن يسمعها بقلبه لا بعقله، ذاك القلب الذي طالما اتسع للقاصي والداني، وهي ابنته كما كان دائمًا يقول.
دخلا إلى المنزل. جلسا مع الطرف الثالث، وبدأ الحديث ينهمر كالسيول الجارفة. كانت سامية تحاول تخفيف وطأة ما ستبوح به من خلال العبارات التي تذكر العجوزين بمحبتهما ورعايتهما على مدى السنوات لغرها المتمرد: “لم تتوانيا على الاهتمام به يومًا، كان دعمكما لي وله على مدى السنوات نبعًا لا ينضب.. وهو.. هو…”
تدخل أبو محمود يهدئ من روعها، ويدعوها للتحلي بالصبر، وقال لها مطمئنًا: “تكلمي دون الحاجة للتبرير.. تكلمي وحسب”.
قالت منكسرةً: “منذ مدة وفؤاد عليل الجسد، لا تهدأ ثائرته سوى فيما ندر من الوقت، أصبح إنسانًا كئيبًا منعزلًا، كلماته معي قليلة، ومنذ تلك الليلة التي مرض فيها، تحول إنسان آخر.
قاطعها أبو محمود: “أي مرض؟”
تابعت المرأة بوجهها المكفهر وعينيها الدامعتين: “في الليلة التي سبقت مصيبتكما كان فؤاد يرتجف من الألم، أصابته حمى شديدة، وكان يهذي لشدة ما ألم به. ذهبت إليكما طلبًا للمساعدة. أخبرتني الجارة بأنكما ذهبتما لزيارة أخيك المريض. توجهت إلى الصيدلية وكانت مقفلةً، كنت خائفةً عليه كثيرًا.. استدنت مبلغًا من أبي طه، وأحضرت الطبيب الذي احتار في سبب ارتفاع حرارته على هذا النحو؛ إذ لم يجد سببًا عضويًّا لها”.
توقفت المرأة تستجمع طاقتها، وكانت أم محمود تستمع صامتةً مصدومةً، بينما لم تجد في عيني الرجل العجوز سوى الإشفاق على حالها، والتفهم الواضح في معالمه كوضح النهار، وإذ أدرك ما يعتريها ربت على كتفها وشجعها على المتابعة.
تمتمت مرتجفةً: “البارحة.. عند منتصف الليل، طرق الباب بما يشبه الهمس، أنت تعلم بمرضي الذي يمنعني أحيانًا من النوم، لم أظهر ما يدل على استيقاظي. كثيرًا ما كنت أؤثر الصمت في آلامي كي لا أقلقه، فأنت تعلم أيضًا كيف يخاف على صحتي فيشعرني بالذنب لشدة تفانيه في العناية بي. سمعت كل شيء بالصدفة. كان يخطط للسفر منذ فترة، ولولا مرضي المفاجئ لكان الآن في أوروبا. في البداية كان ينتظر إتمام الثامنة عشر لإنجاز جواز سفره دون إذن، لكن مرضي المفاجئ منعه من إتمام الخطة. أما المال اللازم، فقد قُدِّم له على طبق من فضة.
قال بثقة: “إذًا، فهو السارق!”
انهمرت من عيني العجوز دموع لم يعرف أسبابها سوى زوجته التي تحفظه عن ظهر قلب، ألجمتها تلك الدموع عن الانفجار في المرأة الجالسة بخنوع ومذلة، إذ كانت تعلم أن هذه الخيانة من الطفل الذي طالما تم احتضانه والإحسان إليه أشد وقعًا من أي مصيبة مالية يمكن أن تحل عاجلًا أو آجلًا.
تابعت المرأة التي وصلت إلى منتصف طريق مقفر لا يمكن العودة منه أو العدول عن المضي قدمًا فيه حتى الوصول إلى النهاية: “واجهته بما سمعت.. كان يتشاجر مع صديقه على الباب حول دفع المال مُقدَّمًا، اتضح أنه يحتفظ بالمبلغ كاملًا في خزانتي، تلك الخزانة التي اشتريتها لنا يومًا إشفاقًا وإحسانًا، قبل الحادثة بيوم ذهب فؤاد إلى منزلكما يحضر بعض الطحين، عندها رأى زوجتك تخرج كيس المال لتريه لخالتي نوال بعد إلحاحها، إذ قالت لها بأنها لم ترَ مبلغًا كهذا في حياتها سابقًا. ولدي أيضًا لم يرَ مثل هذا المبلغ من قبل. ذهابه في تلك الساعة، والباب المفتوح خلقا في رأسه تلك الفكرة الشيطانية، لقد اعترف بكل شيء وخر باكيًا يقول إنه لا يعلم كيف فعل هذا!”
كانت ملامحها المتهالكة قد أوشكت على الاستسلام. أخرجت كيسًا بلاستيكيًّا يتضمن مبلغًا تنقصه بعض الآلاف التي وعدت بتسديدها لاحقًا. ولم تقوَ بعد ذلك على انتظار الحكم في أجواء السكون الذي خيم طوال فترة الاستماع لها. ثم استأذنت على عجل وقد تركت كلمتها المنكسرة تتردد مع الصدى في أرجاء الغرفة.. “سامحونا!”
***
سبعة أعوام مرت بأهوالها ومآثرها وتجاربها بشتى الألوان، عاد بعدها فؤاد إلى صيدا مثقلًا بالحنين، وزوبعة من الأفكار لا تنتهي، كم كان أحمقًا تلك الليلة. اختلس السمع إلى أن خرجت والدته من الدار، فهرب خوفًا من المواجهة. هرب لأنه لا يجرؤ على النظر إليها ذليلةً بعد أن نكس رأسها بنفسه. كان صوتها المنكسر يتردد في عقله كالسياط اللاذعة. كيف أقحمها في هذا الموقف؟
سافر وجمع مالًا وفيرًا من عرق جبينه، كان يراسلها باستمرار، لكنه حجب معاناته كما يحجب النهار عتمة الليل، كان يرسل لها المال والرسائل دائمًا دون عنوان مُحدَّد كي لا يسمع منها أي لوم أو عتاب، ولأنه لم يمكث في أي مكان فترةً تزيد عن بضع شهور حيث عمل فوق ظهر السفن المسافرة من بلد إلى بلد. كان يهرب من كل شيء! حتى من نفسه.
ها هو يعود مرغمًا إذ وصله من مكتب البريد أن رسائله لا تصل حيث لا يُوجَد لها من مستلم.
دخل إلى المنزل. اشتم رائحتها في كل زواياه المترعة بالغبار والألم. بحث عن مقتنياتها وصورها وكل ما يمكن أن يجبر قلب هذا الابن الذي فقد أغلى ما يربطه بالحياة، إذ لم يتزوج ولم ينجب أطفالًا، وبقي يعيش تائهًا من مكان إلى آخر حتى قرر العودة المشؤومة ليعرف من الناس بوفاتها أخيرًا.
وبينما كان يبحث وجد ورقةً مطويةً، فتحها ليجد خط والدته البدائي يقول له: “أعلم أنك ستأتي يومًا ما، أرجو ألا تتأخر أكثر من هذا، عزائي الوحيد رسائلك. أموالك لم تكن حاجتي يا بني، كنت أحتاجك بقربي لنحيا سويًّا. ولتعلم أن أبا محمود سامحك يومها في الليلة نفسها، إذ لحق بي وأراد أن يلقاك ويؤنبك ويصالحك، فلتسترح يا بني، جميعنا نحبك”.
حمل تلك المطوية وذهب إلى الفرن. قال للرجل الذي استقبله بدموع أب وابتسامة طفل بريء: “هل أجد عندك فرصة عمل؟”
***
***
سارة البيطار
صيدا 15/4/2019