تصويت المندوبين لصالح نقض قرار تعليق الإضراب… صفعة للسلطة وانتصار للحركة النقابية!
2019-06-22
مقالات
388 زيارة
بقلم أ. د. أنور الموسى
تصويت المندوبين لصالح نقض قرار تعليق الإضراب… صفعة للسلطة وانتصار للحركة النقابية!
جاءت نتيجة التصويت على نقض قرار الهيئة التنفيذية في الجامعة اللبنانية القاضي بتعليق الإضراب… مخيبة لآمال أحزاب السلطة التي حشدت كل قواها للتأثير في المندوبين!
قالها الأساتذة عبر مندوببهم بصراحة: أيتها السلطة لا تغرقينا بالوعود.. لم نحصل منك على أي شيء.. لقد امعنت ضررا بالصندوق التعاضدي الذي يمس أولادنا وصحتنا.. فكيف تتجرأين على مطالبتنا بفك الإضراب؟!
وكانت أحزاب السلطة قد استنفرت بكل قواها للضغط على المندوبين.. فابتكرت وسائل جديدة تتمثل في الدعوة إلى العشاء والوعود والعهود الكلامية…!
أكثر من ثلثي المندوبين حكموا ضمائرهم.. بعدما وجدوا أنهم سيعودون من معركتهم مع وعود السلطة بحفي حنين!
كان صندوق التصويت السري هو الفيصل.. قالوا للسلطة التي كادت تساومهم على مستقبل جامعاتهم وأولادهم: إن شاء الله.. ثم أكملوا العبارة: سنحكم ضمائرنا! في صدورهم.
نعم حكموا ضمائرهم قبل الدخول إلى مبنى الرابطة وهم يقبلون المضرب عن الطعام د بول دواليبي والطالب منير فرفور… وينتظرون إلى عيون زملائهم المعتصمين أمام الرابطة.. وهم يقولون: أنتم ممثلونا.. نحن انتخبناكم.. لا تخيلوا آمالنا.. أبناؤنا وابناؤكم وجامعتنا في خطر! لا تذيعوا نفاق السلطة! المناصب والمسؤولية لا تدوم! جامعتنا الباقية!
سأل المندوبون أنفسهم.. بم سيصفنا أولادنا إن خناهم وصوتنا ضد مستقبلهم؟ ولم سنحكم على أنفسنا باوصاف مشينة كالخيانة والغدر والتفريط بالحق.. فيما سيفتخر ابن د. بول بابيه؟
سلطة كاملة بكل أحزابها صفعت بقرار جريء من الأساتذة مفاده: كفى خرابا للجامعة اللبنانية! كفى سرقة للحقوق! كفى عبثا بصندوق التعاضد الذي يوفر لنا ضمانا صحيا ولاولادنا أمانا اجتماعيا وتعليميا! كفى تدخلا بجامعتنا! كفى عبثا بالمناصب والتجاوزات والتدخلات الحزبية..!
ولم ينتصر الدكاترة وحدهم اليوم، بل انتصر معهم الطلاب الذين سيفاوض بقوة لنيل حقوقهم وحقوق ميزانية جامعاتهم!
وانتصر مع الطلاب الجامعة ككل ومن خلفها الوطن كل الوطن!
وانتصرت الأداة النقابية أي الرابطة التي سوف تفاوض اليوم من موضع القوة.. ستفاوض على عدم المس بالمكاسب… وسوف تطالب ببقية الحقوق.. وتقول للسلطة: الجامعة وأهلها الأحرار وصندوقها التعاضدي خط أحمر!
انتصر د بول والطالب فرفور.. واليوم فقط سوف يعودان إلى منزلهما مرفوعي الرؤوس قائلين: لم يخذلنا غالبية المندوبين! وحتما سترجع حقوقنا نحن الطلاب والأساتذة!
وصدقت اليوم مقولة: ما ضعاع حق وراءه مطالب!
درس في الكرامة يا معالي الوزير…!
الخلاصة: نصر جديد للحركة النقابية في لبنان يبني عليه.. لكن المعركة لم تنتهِ؛ بل بدأت الآن.. فهل ستحسن الرابطة استثمار هذا الإنجاز؟ وهل ستنجح في التفاوض وهي في موضع القوة؟ وهل ستجعل مصلحة طلاب الجامعة اللبنانية فوق كل اعتبار؟! وماذا سيقول من فرط بحقوقه فقط ليجني الوعود…؟